responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن    الجزء : 1  صفحة : 58

فأجبته : أن الشيعة لا يطعنون على الصحابة جميعا ، بل إن الشيعة يعطون لكل منهم حقهم ، لأن فيهم العدل وغير العدل ، وفيهم العالم والجاهل ، وفيهم الأخيار والأشرار ، وهكذا ألا ترى ما أحدثوه يوم السقيفة ، تركوا نبيهم صلى‌الله‌عليه‌وآله مسجى على فراشه ، وأخذوا يتراكضون على الخلافة ، كل يراها لنفسه كأنها سلعة ينالها من سبق إليها مع ما رأوا بأعينهم ، وسمعوا بآذانهم من النصوص الثابتة الصارخة عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله من يوم الذي أعلن الدعوة إلى اليوم الذي احتضر فيه.

مع أن القيام بتجهيز الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أهم من أمر الخلافة على فرض أن النبي لم يوص ، فكان الواجب عليهم أن يقوموا بشأن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبعد الفراغ يعزون آله عليهم‌السلام وأنفسهم ، لو كانوا ذوي إنصاف فأين العدالة والوجدان ، وأين مكارم الأخلاق ، وأين الصدق والمحبة؟!

ومما يزيد في النفوس حزازة تهجمهم على بيت بضعته فاطمة الزهراء عليها‌السلام نحوا من خمسين رجلاً ، وجمعهم الحطب ليحرقوا الدار على من فيها ، حتى قال قائل لعمر : إن فيها الحسن والحسين وفاطمة عليها‌السلام ، قال : وإن.

ذكر هذا الحادث كثير من مؤرخي السنة [١] فضلاً عن إجماع الشيعة.

وقد علم البر والفاجر وجميع من كتب في التأريخ أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :


[١] راجع : الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة : ١/٣٠ ، تاريخ الطبري : ٢/٤٤٣ ، السقيفة وفدك ، الجوهري : ٦٢ و٥٣ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٦/٤٨ و٢/٥٦ ، العقد الفريد ، الأندلسي : ٥/١٣ ، نشر دار الكتب العلمية ، و٤/٢٥٩ ـ ٢٦٠ طـ دار الكتاب العربي بيروت.

وقال شاعر النيل حافظ إبراهيم في ديوانه : ١/٨٢ :

وقوله لعليّ قالها عمر

أكرم بسامعها أعظم بملقيها

حَرَّقْتُ دارك لا أُبقي عليك بها

إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها

ما كان غيرُ أبي حفص يفوه بها

أمام فارس عدنان وحاميها

اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست