اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 481
الأمور التي تعتبر
من اختصاصات البشر ، لا في الأمور التي هي من شأن الله سبحانه وتعالى ،
فالحاكميَّة الحقيقيَّة لله تعالى ( إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ ) [١] ، والله هو الخالق ، والخالق مالك ،
والمالك هو الحاكم ، ولا يجوز للمملوك أن يتصرَّف في حقِّ المالك إلاّ بإذن المالك
، وقد جرت سنّة الله سبحانه وتعالى باصطفاء الخلفاء والحكّام الذين يمثلِّون
حكومته في الأرض ، قال تعالى : (إِنِّي جَاعِلٌ
فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً )[٢] وقال
تعالى : ( وَجَعَلْنَاهُمْ
أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا)[٣] وقال : (قَالَ إِنِّي
جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي
الظَّالِمِينَ )[٤] وهذا غير
الآيات التي تحدَّثت عن اصطفاء الله للخلفاء ، فأمر الحكم هو من اختصاص الله عزّ
وجلَّ ، فلا تجري فيه الديمقراطيَّة.
الديمقراطيَّة لا
تصلح في المجتمع القبلي
رابعاً : ولو سلّمنا جدلا أنّ
الديمقراطيَّة يمكن أن تكون طريقاً لاختيار الحاكم ، لكنّها لا تفيد مع ذلك
المجتمع الجاهلي الذي لم يعرف في طول تأريخه معنى الشورى ، فإنّ الأنظمة التي كانت
سائدة هي الأنظمة القبليّة ، والتقسيمات العشائريّة ، التي لا تعترف إلاَّ بقانون
القوَّة.