اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 431
الذي فتح الباب على
مصراعيه للحرّيّة الفكريَّة التي عبَّر عنها بقوله : (قل هَاتُوا
بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)[١].
وأردت أبيّن أنّ كلامه خارج ـ تخصصّاً ـ
عن محل البحث ، فما دخل هذا الكلام فيما طرحته من أدلّة على بطلان نظرة الوهابيَّة
للتوحيد؟!! فهو كالذي يقول : أحلى العسل أم أطول الشجر؟
وكان كل خوفي أن ننزل نحن إلى مستواهم
من سبّ وشتم وتشتيت المواضيع ، ولكن للأسف لم تتح لي فرصة إلى آخر ركن النقاش ، بل
لم تتح الفرصة لأيِّ شيعي ، وفي المقابل كان الباب مفتوحاً للوهابيّة الذين لم
يزيدوا غير السباب.
وعندما أتيحت الفرصة لأحد الطلبة ـ وهو
من جماعة الإخوان المسلمين ـ استبشرنا بذلك ، فلعلّه يكون منصفاً ، ولكنه لم يختلف
عنهم كثيراً.
فبدأ حديثه قائلا : إنّنا لا نستطيع أن
نكفّر أحداً بعينه ، ولكن يمكننا أن نكفّر منهجاً ، ورفع صوته صارخاً : فالتشيُّع
كفر في منهجه وتوجّهه وكل تعليماته ، فأشعل بذلك حماس الوهابيّة ، فتعالت صرخاتهم
بالتكبير وبشعارات البراءة من الشيعة ، فقرّروا وجوب مقاطعتهم في الجامعة ، فلا
يجوز لأيِّ مسلم سنّي أن يتعامل معهم أياً كان نوع التعامل ، فلا يجوز السلام
عليهم ، كما لا يجب ردّ سلامهم ، فتوتَّر الجوُّ إلى أبعد الحدود.
ولكن ـ وبحمد الله ـ لم ينجحوا في ذلك ،
فإنّ طلبة الجامعة كانوا أكثر تحرُّراً وعقلانية ، فلم يستجيبوا لمحظوراتهم التي
شرعوها ، وكأنهم مراجع الأمَّة