اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 397
المتحدِّث الوهابي
مباشرةً.
دعوى أن الصحابة
كلهم عدول
وبعد تلاوة آيات من القرآن الحكيم
وتقديم المتحدِّث ، شرع المحاضر في حديثه وكان يحتوي على الآتي :
اختلف المسلمون إلى مذاهب عديدة ، وهذا
مصداق لحديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى إلى اثني وسبعين فرقة ، وستفترق
أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلاَّ واحدة ، وقيل : من هم يا رسول
الله؟ قال : ما كنت عليه أنا وأصحابي [١].
وهذا الحديث نصّ صريح على أن طريق
النجاة هو الأخذ بمنهج السلف الصالح ، فهم الذين فهموا الدين ونقلوه ، وحفظوا
القرآن وفسرّوه ، ولا يجوز أن نقدِّم رأينا على كلامهم ، بل نتمسّك بهم ، ونعضُّ
على سنّتهم بالنواجذ.
إنّ الشيعة عندما أرادوا أن يطعنوا في
الدين طعنوا في الصحابة ، والطعن في الناقل هو الطعن في المنقول ، فشكّكوا في
عدالة الصحابة وجرحوهم ، مع أنّ الجرح والتعديل لا يجوز في حقّهم ؛ لأنّهم وثَّقهم
الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم[٢].
[٢] وهذا ما يروِّج
له كبار القوم أمثال : ابن الأثير وابن حجر والنووي وابن حزم ومن تبعهم على ذلك ،
وقد تقدَّم قول ابن الأثير أنه قال في مقدِّمة كتابه أسد الغابة في معرفة الصحابة
: ١/٣ : والصحابة يشاركون سائر الرواة في جميع ذلك إلاَّ الجرح والتعديل ، فإنهم
كلهم عدول لا يتطرَّق الجرح إليهم ؛ لأن الله عزَّوجلَّ ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم زكَّياهم وعدَّلاهم ...
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 397