اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 392
قلت متعجِّباً : مكتبتنا سنّيّة ، فكيف
أبحث فيها عن الشيعة؟
قال : من دلائل صدق التشيُّع أنه
يستدلُّ على صحّته من كتب وروايات علماء السنة ، فإن فيها ما يظهر حقَّهم بأجلى
الصور [١].
قلت : إذن مصادر الشيعة هي نفس مصادر
أهل السنة؟
قال : لا ، فإن للشيعة مصادر خاصّة تفوق
أضعافاً مضاعفة مصادر السنة ، كلّها مرويَّة عن أهل البيت عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكنّهم لا يحتجُّون على أهل السنة
بروايات مصادرهم ؛ لأنها غير ملزمة لهم ، فلابد أن يحتجُّوا عليهم بما يثقون به ؛
أي ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم.
سرَّني كلامه ، وزاد تفاعلي للبحث ، قلت
له : إذن كيف أبدأ؟
قال : هل يوجد في مكتبتكم صحيح البخاري
وصحيح مسلم ومسند أحمد والترمذي والنسائي؟
قلت : نعم ، عندنا قسم ضخم لمصادر
الحديث.
قال : من هذه ابدأ ، ثمَّ تأتي بعد ذلك
التفاسير وكتب التأريخ ، فإن في هذه الكتب أحاديث دالّة على وجوب اتّباع مدرسة أهل
البيت عليهمالسلام.
وبدأ يسردلي أمثلة منها ، مع ذكر
المصدرورقم المجلَّد والصفحة ، توقَّفت
[١] وهذه الشهادة من الأستاذ عبد المنعم شهادة حقٍّ ، وقد سمعناها
كثيراً ، وإليك كلام بعض المستبصرين الفضلاء ، وهو السيد حسين الرجاء ، إذ يقول عن
الشيعة الإماميّة : لقد قرأت بعض كتبهم العقيديّة والجدليّة والتأريخيّة وسيرة
الصحابة وغيرها ، فوجدتهم يثبتون صحّة مذهبهم من كتب أهل السنّة ، وبالأخصّ وغيرها
، فوجدتهم يثبتون صحّة مذهبهم من كتب أهل السنّة ، وبالأخص صحيحي مسلم والبخاري
وسائر الكتب الستة ، وكذلك يثبتون غلط مذاهب أهل السنّة من كتبهم ، ولقد راجعت
الكثير فوجدته كما يقولون ، وكلَّما يزداد شكي في التسنُّن يزداد يقيني في التشيع.
راجع كتاب المتحوِّلون ، هشام آل قطيط : ٣٦٧.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 392