اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 391
وتهجُّمه ، ولم أعرف
طبيعة النقاش بتمامه إلى أن قال الأخ المسلم : الشيعة كفَّار زنادقة.
هنا انتهيت وأمعنت النظر ، ودار في ذهني
استفهام حائر : من هم الشيعة؟ ولماذا هم كفَّار؟ وهل عبد المنعم شيعيٌّ؟ وما يقوله
من غريب الحديث هل هو كلام الشيعة؟
وللإنصاف إن عبد المنعم أفحم خصمه في
كلِّ مسألة طرحت في النقاش ، بالإضافة إلى لبقة منطقه وقوَّة حجَّته.
وبعد الانتهاء من الحوار وأداء صلاة
المغرب انفردت بقريبي عبد المنعم ، وسألته بكلِّ احترام : هل أنت شيعيٌّ؟ ومن هم
الشيعة؟ ومن أين تعرَّفت عليهم؟
قال : مهلا .. مهلا ، سؤال بعد سؤال.
قلت له : عفواً ، وأنا ما زلت مذهولا
ممَّا سمعته منك.
قال : هذا بحث طويل ، ومجهود أربع سنوات
من العناء والتعب ، مع الأسف لم تكن النتيجة متوقَّعة.
فقاطعته : أيُّ نتيجة هذه؟
قال : ركام من الجهل والتجهيل عشناه
طوال حياتنا ، نركض خلف مجتمعاتنا من غير أن نسأل : هل ما عندنا من دين هو مراد
الله تعالى وهو الإسلام؟ وبعد البحث اتّضح أن الحقَّ كان مع أبعد الطرق تصوُّراً
في نظري وهم الشيعة.
قلت له : لعلّك تعجَّلت .. أو اشتبهت.
فابتسم في وجهي قائلا : لماذا لا تبحث
أنت بتأمُّل وصبر؟ وخاصة أن لكم مكتبة في الجامعة تفيدك في هذا الأمر كثيراً.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 391