اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 352
فقال عمر : كرهوا أن يجمعوا لكم
النبوَّة والخلافة ، فتبجَّحوا على قومكم بجحاً بجحاً ، فاختارت قريش لأنفسها
فأصابت ووفِّقت.
فقلت : يا أميرالمؤمنين! إن تأذن لي في
الكلام ، وتمط عني الغضب تكلَّمت.
قال : تكلَّم ، قلت : أمَّا قولك يا
أميرالمؤمنين : اختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفِّقت ، فلو أن قريشاً اختارت
لأنفسها حيث اختار الله لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود ، وأمَّا قولك
: إنهم أبوا أن تكون لنا النبوَّة والخلافة ، فإن الله عزَّوجلَّ وصف قوماً
بالكراهة ، فقال : (ذَلِكَ
بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)[١].
فقال عمر : هيهات والله يا ابن عباس ،
قد كانت تبلغني عنك أشياء كنت أكره أن أقرَّك عليها فتزيل منزلتك مني [٢].
ولهذا يقول عمر بن الخطاب : لقد كان ـ
أي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلمـ يربع في
أمره ، ولقد أراد في مرضه أن يصرِّح باسمه فمنعته من ذلك إشفاقاً وحيطة على
الإسلام ، لا وربِّ هذه البنيَّة! لا تجتمع عليه قريش أبداً ، ولو وليها لانتفضت
عليه العرب في أقطارها ، فعلم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
أنني علمت ما في نفسه فأمسك [٣].
هشام آل قطيط : بعد كلِّ ما طرحناه من
تساؤلات ومناقشات وردود من