اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 332
تناقض قولك!
سؤال : قال تعالى في محكم كتابه : (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ)[١] فالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
هنا ينهى صاحبه عن الحزن ، فالسؤال الذي أوجِّهه إليك أيُّها المحاور : هل أن حزن
أبي بكر كان طاعة لله ولرسوله أم معصية؟!
هشام آل قطيط : طبعاً حزن سيِّدنا أبي
بكر كان طاعة لله فكيف يكون معصية؟ معاذ الله!
السيِّد البدري : ما دام حزن الخليفة
أبي بكر طاعة لله كما ذكرت فلماذا نهاه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
عن هذه الطاعة وقال له : لا تحزن؟ و ( لا ) هنا للنهي ، والنهي يأتي عن المعصية
وليس عن الطاعة ، فالآية لم تكن في فضل أبي بكر ومدحه ، بل تكون في ذمِّه وقدحه!
وصاحب السوء لا تشمله العناية والسكينة الإلهيَّة ؛ لأنهما تختصَّان بالنبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والمؤمنين ، وهم أولياء الله الذين لا
يخشون أحداً إلاَّ الله سبحانه ، ومن أهم علامات الأولياء كما في قوله تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)[٢].
ولمَّا وصلنا إلى هذه النقطة كان الوقت
ما يقرب من أذان صلاة المغرب ، وأجِّلت الجلسة بسبب تعب الطرفين ؛ لأن هناك تكملة
لبحوث أخرى.
اللقاء الخامس :
مناقشة الأدلّة التي يستدلّ بها على خلافة أبي بكر
هشام آل قطيط : بعد أن ذكرت وبيَّنت ـ
سماحة السيِّد! ـ موضوع آية :