اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 319
متاع أيام قلائل ،
يزول منها ما كان ، كما يزول السراب ، وكما ينسطع السحاب ، فنهضت في تلك الأحداث
حتى زاح الباطل وزهق واطمأنّ الدين وتنهنه [١].
ونقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة
تحت عنوان ( خطبة الإمام علي عليهالسلام
بعد قتل محمّد بن أبي بكر ) قال : روى إبراهيم ـ صاحب كتاب الغارات ـ عن رجاله ،
عن عبد الرحمن بن جندب ، عن أبيه قال : خطب علي عليهالسلام
بعد فتح مصر ، وقتل محمّد بن أبي بكر ، فنقل خطبة بليغة ذكر فيها وقائع أليمة وقعت
بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وذكر بعض ما كتبه لأهل مصر ، وأشار في خطبته إلى الشورى التي أمر بها عمر بن
الخطاب وخرج بالنتيجة قائلا :
فصرفوا الولاية إلى عثمان ، وأخرجوني
منها ، ثمَّ قالوا : هلمَّ فبايع وإلاَّ جاهدناك ، فبايعت مستكرهاً ، وصبرت
محتسباً ، فقال قائلهم : يا بن أبي طالب! إنك على هذا الأمر لحريص ، فقلت : أنتم
أحرص منّي وأبعد ، أيُّنا أحرص أنا الذي طلبت ميراثي وحقّي الذي جعلني الله ورسوله
أولى به ، أم أنتم إذ تضربون وجهي دونه ، وتحولون بيني وبينه؟ فبهتوا ، والله لا
يهدي القوم الظالمين [٢].
ولا أطيل عليك بعدِّ هذه الأدلّة من
كلمات الإمام عليهالسلام
وخطبه المشهورة التي تبيِّن مظلوميَّته وسكوته عن حقّه وقعوده.
هشام آل قطيط : هل الخطبة الشقشقيّة
للإمام عليعليهالسلامأم من إنشاء
وأقوال الشريف الرضي الذي جمع نهج البلاغة؟ وقد ثبت في التأريخ أنه لم يكن ناقماً
على خلافة الخلفاء الراشدين قبله ، بل كان راضياً منهم ، ومن آمن لهم.
[١] نهج البلاغة ، خطب الإمام علي ٧ : ٣/١١٨ ـ ١١٩ ، رقم الكتاب :
٦٢ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١٧/١٥١.
[٢] شرح نهج البلاغة
، ابن أبي الحديد : ٦/٩٦ ، الغارات ، الثقفي : ١/٣٠٨.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 319