اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 316
جليلة ، غابت عن ذهن
الكثيرين ، ولم يهتدوا لها.
ومنها : كراهته صلىاللهعليهوآلهوسلم للقتل والقتال وحرصه على صون الدماء ما
استطاع إليه سبيلا ، وليس في محو لاسمه الشريف من الرسالة ما يوجب الوهن فيها ؛
لثبوتها بآياتها البيّنات ومعجزاتها النيِّرات.
مقارنات بين محمَّد
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وبين ما اتّبعه علي 7
علم سيِّدنا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بأن أكثر هؤلاء سوف يسلمون بعد فتح
مكة.
محافظته على حياة أصحابه ولو رجل منهم
من غير ضرورة تدعو إلى قتالهم ؛ لعلمه صلىاللهعليهوآلهوسلم
بأنه سيدخل مكة المكرمة مع أصحابه في العام القادم من غير سلاح وقتال.
إنه لو قاتلهم في عام الحديبية لم
يتيسَّر له فتحها بتلك السهولة ، بل تنكَّر منه القوم ، ولجعل دعاتهم العيون في
الطريق خوفاً من صولته صلىاللهعليهوآلهوسلم
عليهم بغتة وهم لا يشعرون.
إنه صلىاللهعليهوآلهوسلم
سنَّ بذلك دستوراً جميلا ، ومنهاجاً عالياً لمن يأتي بعده ليسير عليه كل من عرض له
مثل ما عرض له صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ولهذا وأضعاف أمثاله جنح للسلم
والمصالحة ، ويقول القرآن في سورة الأنفال : (وَإِن جَنَحُواْ
لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا)[١]،
لذا ترون عليّاًعليهالسلامترك
قتلهم وقتالهم مقتدياً بالنبيصلىاللهعليهوآلهوسلم،
ومتّبعاً له في شرعه ومنهاجه ، فلم يقاتل دافعيه عن حقِّه لمقاصد سامية ، أعظمها ـ
كما ذكرت ـ حفظ الدين بأصوله وفروعه وقوانينه