اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 315
الخطبة الشقشقية
واحتجاجات الإمام علي 7
هشام آل قطيط مقاطعاً السيّد : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ
أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ)[١] أين نذهب بمفاد هذه الآية؟
السيِّد البدري : على كيفك ـ ( رويداً )
ـ على كيفك يا أخي ، أنتهي من إثبات الأدلّة ، وأبيِّن لك توجيه ومفاد الآية
الكريمة.
ومنها : ذهاب السنن الدالّة على إمامة
الإمام علي عليهالسلام ، إن هو
قاتلهم وقتلهم يختفي الحقّ ملتبساً ، لا يعرف أين هو ، ولذلك ترونه قد رضي عليهالسلام بالهدنة عندما رفع أهل الشام المصاحف
في صفّين ، فانخدع بذلك جمٌّ غفير من أهل العراق ، فكان عليهالسلام بإمكانه أن يقلب الصفَّ على الصفِّ ،
لكنَّه عليهالسلام آثر ذلك
لأنه أهون الضررين ؛ لعلمه عليهالسلام
برجوع الكثير منهم إلى الحقِّ بعد خروجهم عليه ، فمثل هذه النتائج القيِّمة
والغايات الحسنة أوجب ترك قتالهم وأوجب مهادنتهم.
ومنها : أن ترك علي عليهالسلام قتال القوم لا يوجب الرضا بتقدُّمهم
عليه ، ولا يقتضي سقوط حقِّه في الخلافة بعد النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم
، وإلاَّ لزم أن يكون النبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
بتركه قتال المشركين عام الحديبية ، ومحو اسمه من النبوّة معزولا عن النبوَّة ،
وراضياً بما ارتكبه المشركون ، وكان يومئذ أربعمائة وألف رجل ـ على ما أخرجه
البخاري في صحيحه في غزوة الحديبية ـ على قتالهم ، فإذا صحَّ لديكم هذا ، وقلتم
بسقوط حقِّ النبوَّة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
صحَّ لكم ذاك ، وهذا معلوم البطلان ، وذاك منه باطل ، نعم إنما قبل صلىاللهعليهوآلهوسلم ورضي به صلىاللهعليهوآلهوسلم
لحكم وغايات