وجاء الموعد ، واقترب اللقاء ، وبعد أن
جلسنا وتحادثنا وتحاورنا قال لي : هل تعرف الحوزة العلميّة الزينبية؟ فقلت له : لا
أعرفها ، فقال لي : تخرج من المقام ، وتمشي مع الطريق الذي يذهب إلى دمشق .. مقابل
قسم الأمن الجنائي ، تسأل عن شيخ اسمه ( جلال المعاش ) تقول له : يسلِّم عليك
الشيخ الهويدي .. وترشدني إلى منزل الداعية الشيعيِّ السيِّد علي البدري.
زيارة مرقد السيدة
الجليلة رقية 3 بنت
الحسين 7
وأخذت منه العنوان ، وكتبه لي على قصاصة
من ورق .. وودَّعته وخرجت ، وعاودتني دوَّامة التساؤل بعد أن ودَّعت الشيخ الهويدي
، وخرجت من مقام السيِّدة زينب عليهاالسلام
، وأنا في الطريق أسمع سائق ( السرفيس ) يصيح بصوت عال : ( رقيّة رقيّة ).
فلفت نظري تساؤل : هل هناك منطقة في
دمشق اسمها ( رقيَّة ) فدفعني الفضول لأسأله : أين تقع هذه المنطقة؟ فسألته .. فقال
لي : من أين أنت فأجبته : من القامشلي.
فقال : أوه!! في آخر سوريا .. قال لي :
يا أخي! الإيرانيّون واللبنانيّون والخليجيّون يقدِّسون هذه المقامات ، فأنا أصيح
حتى أشتغل ، وهذا موسمهم ، لأنّه كل صيفيّة يأتون إلى هنا لزيارة هذه المقامات ،
وفعلا عزمت على الذهاب مع السائق لأرى هذه المنطقة التي أجهلها.
ومشت السيارة ، وأنا أتساءل لأوَّل وهلة
أسمع هذا النداء وأسمع بهذه المنطقة، فوصلت إلى هذا المقام الشريف، ولم أستطع
الدخول من شدّة الزحمة ،
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 296