اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 237
أضف إلى ذلك أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم اعتبر التمسُّك بهم عاصماً من الضلالة
دائماً وأبداً ، كما هو مقتضى ما تفيده كلمة لن التأبيديَّة ، فإذا كان هنالك مجال
لضلالتهم ولو للحظة فكيف يكون التمسُّك بهم عاصماً؟!
هذا عن العصمة ، أمَّا ما قلته عن
التفويض فلا أحد من الشيعة يقول به ، إنما هو قول أعداء الدين الذين حاولوا تشويه
الصورة النقيَّة للتشيُّع ، وأنت إذا أردت أن تتعرَّف على معتقدات الشيعة فيجب
عليك الاطّلاع عليها من كتبهم وأقوال علمائهم ، لا من كتب وأقوال المناوئين لهم ، الذين
لا يتورَّعون عن الكذب والافتراء ، ومعروف عند الشيعة أن الأئمة يقولون بما قاله
الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وها هو
الإمام أميرالمؤمنين علي عليهالسلام
يقول : علَّمني رسول الله ألف باب من العلم ، يفتح لي من كل باب ألف باب [١].
فهم لا يقولون بالتفويض ، بل أهل السنة
والجماعة هم الذين فوَّضوا الصحابة في التشريع ، حتى أمضوا اجتهادات الصحابة
الواضحة مقابل النصوص المؤكَّدة.
بعد هذا الحوار أخذ صاحبي يبحث له عن
مخرج ، وبدأ يقفز بالحديث هنا وهناك ، ويحاول أن يجد ثغرة يصطادني بها ، وعندما لم
يجد قال لي : يا أخي! أنا مفوِّض أمري إلى الله ، نحن أهل تسليم.
قلت : التسليم لايكون إلاَّ للحقِّ ،
أمَّا التفويض لله فلا يلغي إرادتك ويجمِّد عقلك ، إذا كنت تصبو إلى الحقيقة واصل
بحثك عنها ، ثمَّ فوِّض الأمر إلى الله
[١] تأريخ دمشق ، ابن عساكر : ٤٢/٣٨٥ ، ينابيع المودة ، القندوزي :
١/٢٣١ ح ٧١ ، نظم درر السمطين ، الزرندي : ١١٣.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 237