اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 209
قلت : إذن كل ما يقال عنكم افتراء؟
قالت : سامحكم الله.
اعتذرت منها لضيق الوقت ، وودَّعتها
طالبة منها زيارتي في القريب العاجل ؛ لأنني تلهَّفت كثيراً لسماع المزيد من ردود
الشيعة على الأقاويل التي يدانون بها.
فشكرتني وتمنَّت هي بدورها لي الخير
والهداية ، فقلت في نفسي بعدما مشيت خطوات عدّة : هل سيأتي يوم وأصبح فيه شيعيَّة؟
ثمَّ استبعدت الفكرة ، وقلت : لا ، هكذا كان آباؤنا وأجدادنا ، فهل من المعقول أن
يكونوا كلُّهم على ضلال؟ وهل أنا الوحيدة في عائلتي سأكون على نور وبيِّنة؟ لا ،
لا .. هذا مستحيل ، أستغفر الله وأتوب إليه.
الحديث عن أحقية
أميرالمؤمنين عليهالسلامفي
الخلافة وأمور أخرى
وبعد أيام عدّة جاءت بتول لعيادتي ، فقد
كنت متوعِّكة قليلا ، ولم أذهب إلى الكليَّة لأيام عدّة ، فأهدتني طاقة من الورد
ومعها مصحف ، ففتحته ووجدته مثل مصحفنا تماماً ، فقلت لها : يقولون إن لكم مصحفاً
خاصاً بكم؟
قالت : أشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وأن
محمَّداً رسول الله صلى الله عليه وعلى آله الطيِّبين الطاهرين ، هؤلاء المفترون
أعداء الإسلام يريدون تفريق المسلمين وتمزيقهم ، وضرب بعضهم ببعض ، فنحن نعبد الله
وحده لا شريك له ، وقرآننا واحد ، ونبيُّنا واحد ، وقبلتنا واحدة ، نشترك معكم في
هذه الأمور ، وربما نختلف عنكم أنتم السنة في بعض الأمور الفقهيَّة وبعض الأمور
العقائديَّة.
فقلت لها : زيديني زادك الله من علمه.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 209