قالت : فأين هو علي؟ فالقرآن نفسه عندنا
وعندكم ، ويقول بأن محمّداً هو رسول الله ، فمن أين جاء هذا الاتّهام الباطل؟
قلت : هذه أقنعتيني بها ، فماذا عن
خيانة جبرئيل؟
قالت : حاشاه ، هذه أقبح من الأولى ،
لأن محمّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم كان عمره
أربعين سنة عندما أرسل الله سبحانه إليه جبرئيل عليهالسلام
، ولم يكن عليٌّ إلاَّ صبيّاً صغيراً ، عمره ست أو سبع سنوات ، فكيف يخطئ جبرئيل ،
ولا يفرِّق بين محمَّد الرجل وعليٍّ الصبيّ؟!
فقلت : هذا منطقيٌّ جدّاً ، كيف لم
نحلِّل نحن بهذا المنطق؟
أضافت : إن الشيعة هي الفرقة الوحيدة من
بين كلِّ الفرق الإسلاميَّة الأخرى ، التي تقول بعصمة الأنبياء والأئمّة ، فإذا
كان أئمّتنا عليهم سلام الله معصومين عن الخطأ وهم بشر مثلنا ، فكيف بجبرائيل وهو
ملك مقرَّب ، سمَّاه الربُّ الروح الأمين؟!
فاحترت وتلكَّأت ، وقلت في نفسي : قبل
أن نسألهم عن اختلافهم عنّا في اعتقاداتهم ، لنسأل أنفسنا نحن السنة : لماذا
تتعدَّد مذاهبنا وتختلف فيما بينها؟