اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 193
كربلاء بتفاصيلها
المأساويّة حتى قامت كربلاء في نفسي وفكري ، ومن هنا بدأت نقطة الثورة ؛ الثورة
على كل مفاهيمي ومسلَّماتي الموروثة ؛ ثورة الحسيني عليهالسلام
داخل روحي وعقلي ، إلى أن يقول : فكربلاء مدخلي إلى التأريخ ، إلى الحقيقة ، إلى
الإسلام ، فكيف لا أجذب إليها جذبة صوفي رقيق القلب ، أو جذبة أديب مرهف الشعور؟!
وتلك هي المحطة التي أردت أن أنهي بها كلامي عن مجمل معاناة آل البيت عليهمالسلام ، وظروف الجريمة التأريخية ضدَّ نسل
النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو : من قتل
الحسين عليهالسلام؟ أو بتعبير
أدقّ من قتل من؟ نحن لا نشك في أن مقتل الحسين عليهالسلام
هو نتيجة وضع يمتدُّ بجذوره إلى السقيفة ، إلى أخطر قرار صدر بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان ضحيَّته الأولى : آل البيت عليهمالسلام ، ونلاحظ من خلال حركة التاريخ
الإسلامي أن محاولة تهميش آل البيت ، وقمع رموزهم بدأ منذ السقيفة ، ورأيي لو جازف
الإمام علي وفاطمة الزهراء عليهماالسلام
لكان فعلا أحرقوا عليهم الدار ، ولكان شيء أشبه بعاشوراء وكربلاء الحسين عليهالسلام[١].
والجدير بالذكر هنا هو ما أنشده القاضي
أبو بكر بن أبي قريعة ( المتوفَّى ٣٦٧ ) في هذا المعنى ، حيث يقول :