اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 192
قلت له : ومع ذلك ، فإن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : لا تسبّوا أصحابي.
وبهذه الكلمة البائسة الغبيّة المصحوبة
بتماوج كاريكاتوري يختزل وقاراً مصطنعاً .. استطعت أن أسكت صديقنا [١].
قال إدريس الحسيني في موضع آخر : وذات
مرَّة قلت لأحد المشائخ الكبار : عجباً! لست أدري كيف يقبل المسلمون بأمثال الحجاج
بن يوسف الثقفي ، ذلك السفاح ، ما وقَّر عالماً ولا عاميّاً؟ [٢]
فقال شيخنا الموقَّر : أعوذ بالله ، نحن
السنة والجماعة نعتقد في إيمانه وإسلامه ، وقد قال فيه العلماء خيراً رغم كل ذلك ،
فهو من الصالحين ، لأنه شكل القرآن؟ [٣].
ويقول السيد إدريس الحسيني في كتابه
القيِّم ( لقد شيَّعني الحسين عليهالسلام
) في سبب تشيُّعه وأخذه بمذهب أهل البيتعليهمالسلام:
ما إن خلصت من قراءة مذبحة
ثمَّ جاءت الطامة
الكبرى واقعة عثمان ، فنسبها كلها إليه بشبهة إمساكه عنه ، وانضواء كثير من قتلته
إليه عليهالسلام، فتأكَّدت
البغضة ، وثارت الأحقاد ، وتذكرت تلك الترات الأولى ، حتى أفضى الأمر إلى ما أفضى
إليه.
وقد كان معاوية مع عظم
قدر علي عليهالسلامفي النفوس ،
واعتراف العرب بشجاعته ، وأنه البطل الذي لا يقام له يتهدَّده ـ وعثمان بعد حيٌّ ـ
بالحرب والمنابذة ، ويراسله من الشام رسائل خشنة.
إلى أن قال :
ومعاوية مطعون في دينه عند شيوخنا ، يرمى بالزندقة ، وقد ذكرنا في نقض السفيانية
على شيخنا أبي عثمان الجاحظ ما رواه أصحابنا في كتبهم الكلاميّة عنه من الإلحاد
والتعرُّض لرسول الله 6 ،
وما تظاهر به من الجبر والإرجاء ، ولو لم يكن شيءٌ من ذلك لكان في محاربته الإمام عليهالسلامما يكفي في فساد حاله ، لا سيما على
قواعد أصحابنا ، وكونهم بالكبيرة الواحدة يقطعون على المصير إلى النار والخلود
فيها ، إن لم تكفِّرها التوبة. شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد ١/٣٣٨ ـ ٣٤٠.
[١] كتاب لقد شيعني
الحسين عليهالسلام، الكاتب
والصحفي إدريس الحسيني : ٤٦.
[٢] راجع جملة من
أخبار الحجاج في التأريخ وموبقاته بعد هذه المناظرة.
[٣] كتاب لقد شيَّعني
الحسين عليهالسلام، الكاتب
إدريس الحسيني : ٤٩.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 192