اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 168
الموسوي ، عند ذلك ،
فهمت وقلت لشرف الدين المصري : لا تتسرّع بفرحة الانتصار ، وأنا أتّهمك أنت الآن
بالدّس ، فلماذا لم تأت بالجزء المذكور ، والذي فيه كتاب اللباس، فإن كنت تعلم
فتلك مصيبة ، وإن كنت لاتعلم فالمصيبة أعظم.
قال صائحا يسأل الحاضرين : أهناك كتاب
آخر للبخاري غير هذا؟
قلت : لا ، أنا أقصد لماذا لم تأت
بالأجزاء كلّها وجئت بهذا الجزء فقط؟ لأني أعرف أن البخاري ينقل الحادثة في عدّة
أبواب من صحيحه ، ويتصرّف في الحديث فيغيّر هو معانيه حفاظاً على كرامة الصّحابة ،
ولو كان ذلك على حساب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فتهلّل وجه صاحب البيت رشيد بدرة وقال :
أنا عندي صحيح البخاري هنا بكل أجزائه.
انهزام شرف الدين
المصري وانتكاسته
فقلت : هلم به إلينا ، وفي لحظة جاء
الكتاب وأخرجت كتاب اللباس الذي استدلّ به شرف الدين الموسوي وإذا فيه : فجاء رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ليصلّي عليه
فجذبه عمر ، فصاح رشيد بدرة : الله أكبر وتهلل الحاضرون كلّهم ، وانتكس الإمام
المصري لأنه أصيب بذهول وتبيّن لي أنه ما كان يعرف بوجود هذا الحديث ، ولكنّه
لمجرّد ما فتح البخاري ووجد كلمة مسكه عوضاً عن جذبه ظنّ المسكين أنه اكتشف زيف
الشيعة وأكاذيبهم فطأطأ برأسه إلى الأرض ، ولم يزد شيئاً رغم الكلمات النابية التي
وجّهها إليه الأخ رشيد بدرة الذي قال له فيها : يا شرف الدين كنّا نظنّك عالما
متبحّرا فإذا بك فارغ ، وتتّهم العلماء الأجلاء بالكذب والدّجل ، وتسبّ وتشتم
أناساً أبرياء أفضوا أمرهم إلى الله.
فقام معاونه حسين التونسي لينقذ الموقف
، ويخرج زميله من الورطة التي
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 168