اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 167
رأيته.
قال : إنه هنا يستشهد بالبخاري وها هو
البخاري أمامنا ، خذ اقرأ بنفسك ما ذكره البخاري ، وناولني كتاب البخاري فقرأت :
فجاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
ليصلّي عليه ، فمسكه عمر [١].
قلت : ما هو الفرق بين هذا وذاك المهمّ
أن عمر منع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
من الصلاة وأنا لا أرى فرقا بين جذبه أو مسكه.
فصاح قائلا : وهذه مصيبتك ، أنت جاهل
باللّغة العربيّة ، ولا تفرّق بين جذبه ومسكه ، فلفظ مسكه تعني اللين واللّطف ،
وجذبه تعني الشدّة والعنف ، وسيّدنا عمر كما يقول البخاري : مسك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم برفق ولطف ، وليس كما يقول عالم الشيعة
: جذبه ، وهو يوحي بتحريفه ، هذا على أن سيّدنا عمر كان يستعمل الشدّة والعنف مع
حضرة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ونظرت حولي إلى الحاضرين وقد انتكست
رؤوسهم ، وأوجست في نفسي خيفة أمام شرف الدين الذي أخذ يصول ويجول بنخوة الانتصار
عليّ أمام الجموع الحاضرة ، لأني تحديته أمامهم إن جاءني بكذبة واحدة فسألعن
الشيعة وعلى رأسهم صاحب المراجعات ، وها هي الكذبة واضحة في نظر الحاضرين لأن شرف
الدين الموسوي أبدل كلمة مسكه بكلمة جذبه ، وهذه خيانة علميّة.
وفجأة جاءني الجواب وقرأت من جديد ما
كتبه شرف الدين قائلا : وإليك منه ما أخرجه البخاري في كتاب اللباس من صحيحه ،
وراجعت كتاب البخاري الذي جاء به الإمام معه فوجدته يستدلّ بغير الكتاب الذي ذكره
شرف الدين
[١] راجع : صحيح
البخاري : ٢/١٠٠ ، وجاء في ص ٢٠٦ : فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم .. الخ.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 167