responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن    الجزء : 1  صفحة : 138

قلت : اقرأ باب رضاعة الكبير في الكتابين [١] ، وغداً أعطني النتيجة ، وقمت أعتدر للخروج فقد مضى نصف الليل أو أكثر.

قال : وفي صباح اليوم التالي جاء الجامعة كالعادة لفطور الصباح ، وتأخَّر الشيخ علي أكثر من ساعة ، وكدنا نكمل الإفطار وإذا به يدخل علينا ، ويبدِّد


[١] جاء في كتاب الموطأ لمالك : ٢/٦٠٥ ح ١٢ عن ابن شهاب ، أنه سئل عن رضاعة الكبير فقال : أخبرني عروة بن الزبير ، أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة ... كان تبنَّى سالماً الذي يقال له : سالم مولى أبي حذيفة ، كما تبنَّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم زيد بن حارثة ، وأنكح أبو حذيفة سالماً ، وهو يرى أنه ابنه ، فلمَّا أنزل الله تعالى في كتابه في زيد بن حارثة ما أنزل ... ردَّ كل واحد من أولئك إلى أبيه .. فجاءت سهلة بنت سهيل ، وهي امرأة أبي حذيفة ـ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالت : يا رسول الله! كنّا نرى سالماً ولداً ، وكان يدخل عليَّ وأنا فضل ، وليس لنا إلاَّ بيت واحد ، فماذاترى في شأنه؟ فقال لها رسول الله 6 : ( أرضعيه خمس رضعات فيحرم بلبنها ) وكانت تراه ابناً من الرضاعة ، فأخذت بذلك عائشة أم المؤمنين فيمن كانت تحبُّ أن يدخل عليها من الرجال ، فكانت تأمر أختها أمَّ كلثوم بنت أبي بكر الصديق ، وبنات أخيها أن يرضعن من أحبَّت أن يدخل عليها من الرجال.

وأبى سائر أزواج النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يدخل عليهن بتلك الرضاعة أحد من الناس ، وقلن : والله ، ما نرى الذي أمر به رسول الله 6 سهلة بنت سهيل إلاَّ رخصة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في رضاعة سالم وحده ، لا والله ، لا يدخل علينا بهذه الرضاعة أحد ، فعلى هذا كان أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في رضاعة الكبير.

وجاء في صحيح مسلم : ٤/١٦٩ : عن زينب بنت أم سلمة ، قالت : قالت أم سلمة لعائشة : إنّه يدخل عليك الغلام الأيفع الذي ما أحبُّ أن يدخل عليَّ ، قال : فقالت عائشة : أما لك في رسول الله 6 أسوة .. إلخ.

وعن زينب بنت أبي سلمة تقول : سمعت أم سلمة زوج النبي 6 تقول لعائشة : والله ما تطيب نفسي أن يراني الغلام قد استغنى عن الرضاعة ، فقالت : لم؟ قد جاءت سهلة بنت سهيل إلى رسول الله 6 فقالت : يا رسول الله! والله إني لأرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم ، قالت : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أرضعيه ، فقالت : إنه ذو لحية ، فقال : أرضعيه يذهب ما في وجه أبي حذيفة ، فقالت : والله ما عرفته في وجه أبي حذيفة.

وروي عن أم سلمة رضي الله عنها أنها كانت تقول : أبى سائر أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يدخلن عليهن أحداً بتلك الرضاعة .. إلخ.

اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن    الجزء : 1  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست