اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 136
عائشة.
وحاولت إقناعه بأن هذه الأحاديث
وأمثالها موضوعة في عهد بني أميَّة ، فقد أكثروا من إطراء الخلفاء الثلاثة : أبي
بكر وعمر وعثمان من الرجال ، وعائشة من النساء ؛ للدور الذي قامت به بعد وفاة
النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فكان يوافقني تارة ، ويتردَّد ويشكِّك
أحياناً في بعض الأحداث التأريخيّة ، وهو يريد رغم محاولاتي أن يضفي على عائشة
هالة من التقديس ، حتى جعلها أعلم الصحابة ؛ لأن نصف الدين عندها وحدها ، وكل
الباقين عندهم النصف الثاني.
وضحكت لهذا الاعتقاد ، وقلت له : ما
رأيك لو أوقفتك على دليل ملموس
١/٤٢١ ، إرواء
الغليل ، الألباني : ١/١٠ ، وقال في الهامش عن الحديث : حديث موضوع ، انظر :
المنار المنيف لابن القيِّم.
وهذا الحديث عندهم
ضعيف لا يؤخذ به ، وإن كان مشهوراً بينهم ، فليس له إسناد ولا أصل ، قال ابن كثير
في البداية والنهاية : ٨/١٠٠ : فأمَّا ما يلهج به كثير من الفقهاء وعلماء الأصول
من إيراد حديث : خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء ، فإنه ليس له أصل ، ولا هو مثبت
في شيء من أصول الإسلام ، وسألت عنه شيخنا أبا الحجاج المزي فقال : لا أصل له.
وقال العجلوني في
كشف الخفاء : ١/٣٧٤ ـ ٣٧٥ ح ١١٩٨ : ( خذوا شطر دينكم عن الحميراء ) قال الحافظ ابن
حجر في تخريج أحاديث ابن الحاجب من إملائه : لا أعرف له إسناداً ، ولا رأيته في
شيء من كتب الحديث إلاَّ في النهاية لابن الأثير ، ذكره في مادة ح م ر ، ولم يذكر
من خرَّجه ، ورأيته في الفردوس بغير لفظه ، وذكره عن أنس بغير إسناد بلفظ : خذوا
ثلث دينكم من بيت الحميراء ، وذكر ابن كثير أنّه سأل الحافظين : المزي والذهبي عنه
فلم يعرفاه ، وقال السيوطي في الدرر : لم أقف عليه ، لكن في الفردوس عن أنس : خذوا
ثلث دينكم من بيت عائشة ، انتهى ، وقال الحافظ عماد الدين في تخريج أحاديث مختصر
ابن الحاجب : هو حديث غريب جدا ، بل هو منكر ، سألت عنه شيخنا المزي فلم يعرفه ،
وقال : لم أقف له على سند إلى الآن ، وقال شيخنا الذهبي : هو من الأحاديث الواهية
التي لا يعرف لها سند. انتهى.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 136