اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 117
وعترتي ..
أخرجته من المسجد ، ثمَّ اتّجهت به إلى
الأزهر الشريف حيث كان هناك معرض للكتاب ، قلت له : يا طه! اتق الله ولا تتكبَّر ،
فأنا ما جئت بشيء من عندي ، وإن كان الحديث المكتوب في المسجد قد علَّقته أنا في
هذه الأيام ، فما هو ردُّك على صحيح مسلم الذي بين يديك الآن ، وهو يباع في معرض
الكتاب ، وهو من أقدم الكتب الإسلاميّة؟
قال : وهل فيه حديث : عترتي؟
فتحت له باب فضائل أهل البيت عليهمالسلام وأطلعته على الحديث [١] ، فقرأه مرَّتين أو ثلاثاً ، فسكت
طويلا وكأنه يفكِّر ، مصفرّاً وجهه ، وكأنه يعيد أنفاسه.
قلت : هذا غيض من فيض ، فلو أردت سأطلعك
على عشرات الأحاديث التي تؤيِّد هذا المعنى ، وكلها من صحاح السنة.
قال بصوت خافت : الآن تشيَّعت ، واقتنعت
بكل أقوالك في حقّ أهل البيت عليهمالسلام.
وعمل طه في السهرات المتتالية على إقناع
من تبقَّى من المجموعة ، وكان يؤيِّد كل ما أقول بالشواهد والأدلّة ، ويتحمَّس لها
، فتشيَّع بقية الشبّان ، وعددهم ثمانية [٢].
[١] جاء في صحيح
مسلم : ٧/١٢٢ ـ ١٢٣ عن زيد بن أرقم قال : قام رسول الله 6 يوماً فينا خطيباً ، بماء يدعى خمّاً ،
بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكَّر ، ثمَّ قال : أمَّا بعد ،
ألا أيُّها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم
ثقلين : أولهما كتاب الله ، فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ،
فحثَّ على كتاب الله ورغَّب فيه ، ثمَّ قال : وأهل بيتي ، أذكِّركم الله في أهل
بيتي ، أذكركِّم الله في أهل بيتي ، أذكركِّم الله في أهل بيتي.
[٢] كتاب : فسيروا
في الأرض فانظروا ، التيجاني السماوي : ١٨ ـ ١٩.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 117