اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 115
تحتجّون بها هي من
وضع الشيعة دسّوها في كتبنا.
أجبتهم ضاحكاً : إذا كان الشيعة وصلوا
للدّس في كتبكم وفي صحاحكم فلا عبرة ولا قيمة لها ولا لمذهبكم القائم عليها!!
فسكتوا وأُفحموا ، ولكنّ أحدهم عَمَدَ
إلى التهريج والإثارة من جديد فقال : من لا يؤمن بخلافة الخلفاء الراشدين سيدنا
أبي بكر وسيدنا عمر وسيدنا عثمان وسيدنا علي عليهالسلام
وسيدنا معاوية وسيدنا يزيد فليس بمسلم!
ودهشت لهذا الكلام ، الذي ما سمعتُ مثله
في حياتي ، وهو تكفير من لا يعتقد بخلافة معاوية وابنه يزيد ، وقلتُ في نفسي :
معقول أن يترضّى المسلمون على أبي بكر وعمر وعثمان فهذا أمرٌطبيعي، أما على يزيد
فلم أسمع ذلك إلاّ في الهند، والتفتُّ إليهم جميعاً أسألهم: أتوافقون هذا على
رأيه! فأجابوا كلّهم : نعم.
وعند ذلك عرفتُ بأن لا فائدة في مواصلة
الكلام ، وفهمتُ بأنهم إنّما يريدون إثارتي حتّى ينتقموا منّي ، وربّما يقتلوني
بدعوى سبّ الصحابة فمن يدري؟
ورأيت في أعينهم شرّاً ، وطلبتُ من
مرافقي الذي جاء بي إليهم أن يُخرجني فوراً ، فأخرجني وهو يتحسّر ويعتذر إليَّ على
ما وقع ، وهذا الشخص البريء الذي كان يرمي من وراء هذا اللقاء أن يتعرّف على
الحقيقة هو الشاب المهذّب شرف الدين صاحب المكتبة والمطبعة الإسلامية في « بومباي
» فهو شاهد على كل ما دار بيننا من هذه المحاورة المذكورة ، ولم يُخفِ استياءه من
هؤلاء الذين كان يعتقد بأنهم من أكابر العلماء [١].
[١] كتاب : فاسألوا
أهل الذكر ، الدكتور التيجاني : ١١ ـ ١٣.
اسم الکتاب : مناظرات المستبصرين المؤلف : عبد الله الحسن الجزء : 1 صفحة : 115