يكون كذلك والعلم تابع للمعلوم ؛ يشرف بشرفه ، ويتّضع بضعته ، ومعلوم أنّ
هذا العلم هو الله تعالى وصفاته ، وما يجوز عليه وما لا يجوز ، فما ظنّك بشرف
منزلته ، وجلالة محلّه ، وإنافته على كلّ علم ، واستيلائه على قصب السبق دونه ،
ومن ازدراه فلضعف علمه بمعلومه ، وقلّة تعظيمه له ، وخلوّه من خشيته ، وبعده من
النظر لعاقبته [١]. انتهى.
قال البيضاويّ
: ولاشتمال هذه السورة مع قصرها على جميع المعارف الإلهيّة والردّ على من ألحد
فيها ، جاء في الحديث : إنّها تعدل ثلث القرآن. فإنّ مقاصده محصورة في بيان
العقائد والأحكام والقصص ، ومن عدلها بكلّه اعتبر المقصود بالذات من ذلك [٣]. انتهى.
وهذا الجمع حسن
كما لا يخفى.
ويمكن أن يقال
: إنّ القرآن لمّا كان مشتملا على تمام العلوم ؛ وقد ورد أنّ العلوم ثلاثة آية
محكمة ، وفريضة عادلة ، وسنّة قائمة [٤].
و [إذا] فسّر «الآية
المحكمة» بالتوحيد ، كانت هذه السورة لاشتمالها على التوحيد تعدل ثلث القرآن ،
ولكن المقصود الأصليّ من جميع هذه العلوم هو التوحيد ، [فلذلك] عدلت القرآن كلّه.
[٢]عن أبي عبد الله
عليه السلام قال : كان أبي عليه السلام يقول : «قل هو الله أحد» تعدل ثلث القرآن ،
وكان يحبّ أن يجمعها في الوتر ليكون القرآن كلّه. التهذيب ٢ : ١٢٧.