وقال القيصريّ
في «الشرح» : اعلم أنّ من اكتحلت عينه بنور اليقين يعلم أنّ العالم بأسره عباد
الله ، وليس لهم وجود وصفة وفعل إلّا بالله وحوله وقوّته ، وكلّهم محتاجون إلى
رحمته وهو الرحمن الرحيم ، ومن شأن من هو موصوف بهذه الصفات أن لا يعذّب أحدا
عذابا أبديّا ، وليس ذلك المقدار من العذاب إلّا لأجل إيصالهم إلى
كمالاتهم
المقدورة ، كما يذاب الذهب والفضّة بالنار لأجل الخلاص ممّا يكدّره وينقص عياره ،
فهو يتضمّن أمتن اللطف والرحمة. كما قيل :
وتعذيبكم عذب
وسخطكم رضى
وقطعكم وصل
وجوركم عدل
قيل : وروي عنه
صلّى الله عليه وآله أنّه قال : سيأتي على جهنّم زمان ينبت في قعرها الجرجير.
وعن ابن مسعود
قال : ليأتينّ على جهنّم زمان ليس فيها أحد ، وذلك بعد ما يلبثون فيها أحقابا.
انتهى.
في مذهب البابية المرتدة
وقد تبعهم في
ذلك المذهب ـ المسبوق بإجماع الإماميّة على خلافه ـ الجهلة المبتدعة ؛ حيث حكموا
بأنّ الكافر المعذّب بالجحيم له الخروج إلى النعيم ، وكذا الفائز بالجنّة يجوز له
الخروج إلى الجحيم ، وذلك لأنّ الجحيم عندهم هو البعد عن حضرة الكامل بعدم الإقرار
به ، والنعيم هو الفوز بلقاء الكامل عليه السلام والإقرار بمقامه.
فاليهود الّذين
ما آمنوا بالمسيح عليه السلام في عصره ثمّ آمنوا بمحمّد صلّى الله عليه وآله
خارجون عن الجحيم ، وهو الإنكار للمسيح عليه السلام