responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 95

كما في البله الّذين غلبت عليهم سلامة الصدر ، وقلّة الاهتمام وهي النفوس الساذجة الّتي ليس لها شوق إلى كمالاتها بسبب أنّها لم تعرفها أصلا ، وهؤلاء غير معذّبين لأنّهم غير عارفين لكمالاتهم ولا مشتاقين إليها انتهى ملخّص مرامه.

وهو في غاية الجودة ، وإليه لقد سبق كثير من العارفين ، وعليه يحمل ما قاله الفارابيّ من أنّ هذه الأنفس إذا كانت زكيّة وفارقت البدن وكانت متصوّرة لامور قيلت لها في أمر عاقبتها من الحور والقصور ولم يكن لها علوم يسعدها ولا جهل يشقيها فإنّها تتخيّل جميع ما قيل لها في الدنيا ، وتكون آلة تخيّلها لذلك جرما من الأجرام السماويّة ، فتشاهد جميع ما قيل لها في الدنيا من أحوال القبر والبعث والخيرات ، وتكون الأنفس الرديّة أيضا تشاهد العقاب المصوّر لهم في الدنيا ، فإنّ الصور الخياليّة ليس أضعف من الحسّيّة ، بل تزيد عليها تأثيرا ... إلى آخره.

إلّا أنّ ما ذكره من أنّ صاحب الجهل المركّب معذّب بالعذاب الدائم ، مخلّد في النار ، لقد خالف فيه جماعة من الصوفيّة ؛ معرضين عن طريق السداد ، حيث زعموا أنّه لا نصّ على تخليد الكفّار في النار ، ولو كان فلا دلالة فيه على دوام العذاب الّذي تتألّم النفس به ، فإنّ العذاب مشتقّ من العذب.

قال محيي الدين في «الفصّ اليونسيّ» : أمّا أهل النار فمآلهم إلى النعيم ، لكن في النار ؛ إذ لا بدّ لصورة النار بعد انتهاء مدّة العقاب أن يكون بردا وسلاما على من فيها ، وهذا نعيمهم. انتهى.

اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست