responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 268

مستغن عن الأدنى ، بل غير ملتفت إليه أصلا ، لأنّه حينئذ ـ أي حين التفاته إلى ذلك المقام الأدنى ـ يفوت التفاتة إلى الأعلى ، فيحرم عن إدراك اللّذة في ذلك الحين ، لاستحالة الالتفات إلى الشيئين المتضادّين ، وإدراك اللذّتين في حين واحد ؛ كما قال : (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) [١].

وهذا هو السرّ فيما ورد من أنّه لا يجتمع في قلب حبّ الدنيا والآخرة ، أو حبّ الله وحبّ غيره.

وفي «مصباح الشريعة» : المغرور في الدنيا مسكين ، وفي الآخرة مغبون ، لأنّه باع الأفضل بالأدنى ... [٢] إلى آخره.

ثمّ لا يخفى أنّ التخلّص من ذلك الحبّ ـ أي حبّ اللذّة العاجلة ـ إنّما يكون بالطاعات والعبادات المقمعة لشهوات النفس ، بشرط كمالها وتماميّتها بسبق المعرفة ؛ إذا العبادات الغير المسبوقة بها لا يترتّب عليها الآثار المقرّرة لها ؛ إذ تأثير الشيء إنّما هو بعد كماله بما هو في حدّه ، وكمال العبادات إنّما هو بالمعرفة الحقيقيّة الّتي أشار إليها عليّ بن الحسين عليه السلام حيث قال : يا جابر ، أو تدري ما المعرفة؟ المعرفة إثبات التوحيد أوّلا ، ثمّ معرفة المعاني ثانيا ، ثمّ معرفة الأبواب ثالثا ، ثمّ معرفة الإمام رابعا ، ثمّ معرفة الأركان خامسا ، ثمّ معرفة النقباء سادسا ، ثمّ معرفة النجباء سابعا ... [٣] إلى آخره.


[١]الأحزاب : ٤.

[٢]مصباح الشريعة : ١٤٢.

[٣]بحار الأنوار ٢٦ : ١٢.

اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست