responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 267

استغراقه في لجّة التوحيد ، بحيث لا يرى ثمّة إلّا الوجه الباقي لله الواحد القهّار.

وهذا هو مقام جمع الجمع وعين الجمع الّذي يظهر فيه سرّ الربّانيّة ، ونور الصمدانيّة ، في جميع جهات العبد :

گفتمش كى زتو يابم اثرى گفت اندم

كه نماند زتو اندر دو جهان هيچ اثر

گفتمش هيچ توان در تو رسيدن گفت

در من آنكس برسد كو كند از خويش گذر

قال الله تعالى :

(إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً).

أقول : لقد أشار تعالى في تلك الآية إلى خسران الّذين اتّبعوا أهواءهم ، واستراحت أنفسهم بقضاء قضاياها وما اشتهته من الأمور المضلّة الّتي بها تغلب على العقل وجنوده ، ويطفأ نور ملكوتيّته ، فاختاروا اللذّات الحسّيّة العاجلة الفانية على اللذّات الحقيقيّة الدائمة ، حيث ما اتّبعوا النبيّ صلّى الله عليه وآله في أوامره ونواهيه وأفعاله من العبادات والرياضات المذكورة من السجود بالتذلّل عند حضرة الحقّ ، والتسبيح والتقديس لذاته المجرّدة عن صفات كلّ ما في الإمكان من العيب والنقصان ، فلو كانوا متّبعين له حقّ الاتّباع ، متأسّين به في تلك الرياضات لما اشتروا اللذّة العاجلة باللذّة الروحانيّة الباقية ، لأنّهم حينئذ يجدون اللذّات الروحانيّة بكسر شهوات النفس بالمتابعة والانقياد ، فيستغنون بها عن اللذّة العاجلة ؛ إذ الواجد للأعلى

اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 267
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست