وفي الكافي عن
أبي عبد الله عليه السلام قال : ما من شيء إلّا وله حدّ ينتهي إليه إلّا الذكر
فليس له حدّ ينتهي إليه ، فرض الله الفرائض ، فمن أدّاهنّ فهو حدّهن ، وشهر رمضان
فمن صامه فهو حدّه ، والحجّ فمن حجّه فهو حدّه ، إلّا الذكر فإنّ الله لم يرض
بالقليل ، ولم يجعل له حدّا ينتهي إليه ، ثمّ تلا هذه الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ
ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)[٢][٣].
وفيه عن أبي
جعفر عليه السلام قال : أوحى الله إلى موسى : يا موسى أنا جليس من ذكرني ، فقال
موسى : فمن في سترك يوم لا ستر إلّا سترك؟ فقال : الّذين يذكروني فأذكرهم ،
ويتحابّون فيّ فاحبّهم ، فأولئك الّذين إذا أردت أن أصيب أهل الأرض بسوء ذكرتهم
فدفعت عنهم بهم [٤].
وفي «عدّة
الداعي» عنه صلّى الله عليه وآله قال : إنّ الملائكة يمرّون إلى حلق الذكر فيقومون
على رؤوسهم ، ويبكون لبكائهم ، ويؤمّنون على دعائهم ، فإذا صعدوا إلى السماء يقول
الله : يا ملائكتي! أين كنتم؟ وهو أعلم ، فيقولون : يا ربّنا ، إنّا حضرنا مجلسا
من مجالس الذكر ، ورأينا أقواما يسبّحونك ويحمدونك ويقدّسونك ، يخافون نارك! فيقول
الله : يا ملائكتي ، أذودها عنهم ، وأشهدكم أنّي قد غفرت لهم وآمنتهم ممّا يخافون
،