responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 11

وقال صلّى الله عليه وآله : إنّ الله احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار ، وإنّ الملأ الأعلى يطلبونه كما تطلبونه أنتم [١].

وأمثال ذلك أكثر من الرمل والحصى ؛ كما لا يخفى على المتتبّع في كلمات آل الله ، وذلك هو السرّ في إعراض الكليم عليه السلام عن بيان الحقيقة لمّا قال فرعون : (وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) [٢] سائلا عن الحقيقة ، فإنّ «ما» إنّما هي للسؤال عن هويّة الشيء ؛ كما بيّن في محلّه.

من گدا وتمنّاى وصل او هيهات

مگر به خواب ببينم خيال منظر دوست

وأمّا ما روي عن عليّ عليه السلام من أنّه قال : فعرفته وعبدته ولم أعبد ربّا لم أره [٣]. فمؤوّل بما عرفت ؛ أي لمّا تحقّق لي أنّه بحيث لا يمكن لشيء أن يحيط به ، عرفت أن ليس سواه الّذي هو المحيط به مستحقّا لأن أتذلّل له بالعبوديّة.

أو بأنّ المراد : المشيّة الأزليّة ؛ كما ستأتي إليه الإشارة.

ولا بمعنى أنّه يظهر في المجالي الممكنة ، والمرائي المحدثة بصفاته الكماليّة ، فالأشياء كلّها متجلّى الحقّ ، وفيها ظلال صفاته الحسنى ، وأمثال أسمائه العليا ، فللحقّ في كلّ الخلق ظهور خاصّ يعرفه العارف به ، ويطّلع عليه كما يعرف الشيء بالظلّ. وذلك مذهب بعض الصوفيّة.


[١]بحار الأنوار ٦٩ : ٢٩٢.

[٢]الشعراء : ٢٣.

[٣]الكافي ١ : ٩٧ ، ١٣٨ وفيه : ما كنت أعبد ربّا لم أره.

اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست