responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 10

يشارك أزليّته شيء ، وإلّا لزم تعدّد الآلهة المتأزّلات ، وإبطاله غير مفتقر إلى النفي والإثبات ، و «احبّ أن يعرف» بمعنى أن يطّلع غيره من مراتب الخلق على أنّه تعالى بكيفوفيّة لا يدركها إلّا هو ، وبحيثوثيّة لا يعرفها إلّا هو.

فمعنى قوله : «فخلقت الخلق لكي أعرف» [١] أنّي بدعتهم لكي يعرفوا أنّي أنا الله الّذي تقدّست هويّتي عن أن يعرفها شيء سواي ، وتجلّلت كينونيّتي عن أن يطّلع عليها شيء غيري ، فيشهدوا لي بالألوهيّة ، ويخلصوا لي العبادة ؛ مخلصين لي الدين ، لا يشركون بي شيئا.

لا بمعنى أن يطّلع غيره على هويّته المطلقة البحتة المبرّاة عن جميع القيود والاعتبارات ، والمعرّاة عن كلّ الإشارات والعبارات ، فإنّه تعالى لو كان بحيث عرفه شيء لكان محاطا لذلك الشيء ، وذلك الشيء محيطا ، والمحاط عليه لا يصلح لأن يكون إلها لما هو المحيط عليه.

ولا ريب أنّ المحاطيّة نقص بيّن ، لأنّها نوع من الانفعال ، فلا يمكن إدراك ذات الحقّ وصفاته الذاتيّة الّتي هي عينه ، ولذا نهينا عن التفكّر فيه ، وحذّرنا عن التعمّق فيه ؛ كما قال تعالى : (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) [٢].

وقال صلّى الله عليه وآله : لا تفكّروا في ذات الله فإنّكم لن تقدّروا قدره [٣].


[١]انظر : بحار الأنوار ٨٤ : ١٩٨ ، ٣٤٤.

[٢]آل عمران : ٣٠.

[٣]جاء في مجموعة ورّام ١ : ٢٥٠ هكذا : فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : تفكّروا في خلق الله ، ولا تفكّروا في الله ، فإنّكم لن تقدّروا قدره.

اسم الکتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر المؤلف : الشريف الكاشاني، حبيب الله    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست