والمستفاد من هذه الاخبار انه بكسر
الصاد من النصب بالسكون ، بمعنى الرفع والوضع. يعني : اذا فرغت من امر تبليغ
الرسالة فانصب علمك بفتح اللام. اي : ارفع علم هدايتك للناس ، وضع من يقوم به
خلافك موضعك ، يكون قائماً مقامك بتبليغ الاحكام وهداية الانام.
وفي الكشاف : ومن البدع ما روي عن بعض
الرافضة انه قرأ « فانصب » بكسر الصاد ، اي : فانصب عليا للامامة. ولو صح هذا
للرافضي ، لصح للناصبي ان يقرأه هكذا ، ويجعله امراً بالنصب الذي هو بغض عليّ
وعداوته.
وفيه ان نصب الخليفة بعد تبليغ الرسالة
، او الفراغ من العبادة ، امر معقول ، بل واجب ، لئلا يكون الناس بعده في حيرة
وضلالة ، فصح ان يرتب عليه.
واما بغض علي ـ عليه السلام ـ وعداوته ،
فما وجه ترتبه على تبليغ الرسالة ، او الفراغ من العبادة؟ على ان كتب العامة
مشحونة بذكر محبته ـ صلى الله عليه وآله ـ لعلي ـ عليه السلام ـ واظهار فضله للناس
مدة حياته ، وان حبه ايمان وبغضه كفر.
انظر ايها العاقل الى هذا الملقب بجار
الله العلامة كيف اعمى الله بصره بغشاوة حمية التعصب في مثل هذا المقام ، حتى اتى
بمثل هذا الكلام المنكر والزور ، بلى انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي
في الصدور.