اسم الکتاب : الدّرر الملتقطة في تفسير الآيات القرآنيّة المؤلف : الخواجوئي، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 114
قالوا : لو وقع التكليف بالفروع لوجب
القضاء ولا يجب.
واجيب بمنع الملازمة ؛ اذ القضاء انما
يجب بأمر جديد ، وليس بينه وبين وقوع التكليف ولا صحته ربط عقلي ، فلا يستلزم
احدهما.
ثم من الدليل على انهم مكلفون قوله
سبحانه « ما سلككم
في سقر * قالوا لم نك من المصلين
» صرح بتعذيبهم بتركهم الصلاة ، ولا يحمل على المسلمين ، اذ « ولم نك نطعم المسكين
* وكنا نخوض
مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين
» [١] ينفيه.
وقوله تعالى : « فلا صدق ولا صلى
* ولكن كذب
وتولى » [٢]
ذمه على ترك الجميع ومنه الصلاة ، فيكون مذموماً بتركها.
وقوله عز وجل « لا يدعون مع الله
الهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق
اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة
» [٣] حيث جعل
العذاب المضاعف جزاءً لهم على الافعال المذكورة ، ومنها قتل النفس والزنا.
وقوله « يا أيها الناس اعبدوا ربكم
» [٤] « وان اعبدوني هذا صراط
مستقيم » [٥]
ونحوهما من الاوامر العامة بالعبادات ، فان الكفار مندرجون تحتها ، فوجب عليهم هذه
العبادات وجوبها على غيرهم.
وتخصيص العبادة المأمور بها فيهما
بالايمان لصدقها عليه ، مع انه خلاف الاصل والظاهر مما لا مخصص له سوى الاحتمال ، وهو
لا يصلح للتخصيص.