اسم الکتاب : الدّرر الملتقطة في تفسير الآيات القرآنيّة المؤلف : الخواجوئي، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 113
( سورة التوبة
)
* يا ايها الذين آمنوا انما المشركون نجس فلا
يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا
... [ الآية : ٢٨ ]
قال الفاضل الاردبيلي بعد تفسير كريمة «
انما المشركون نجس » : ويستفاد من الآية احكام منها : كون الكفار مكلفين بالفروع.
ومنها : عدم تمكين المسلمين لهم ، بمعنى منعهم عن دخوله ، بل قيل : هو المراد من
النهي الى آخر ما افاده هناك [١].
أقول : انهم اختلفوا في ان الكفار هل هم
مكلفون بالفروع مع انتفاء شرطها وهو الايمان حتى يعذبوا بها كما يعذبون بالايمان
ام لا؟ فالاكثر على الاول.
قالوا : لا شرط في التكليف بفعل حصول
شرطه الشرعي ، بل يجوز التكليف به وان لم يحصل شرطه شرعا ، خلافا لجمهور الحنفية ،
وابي حامد الاسفرائني من فقهاء الشافعية ، وتبعهم على ذلك بعض متأخرينا كالقاساني
في تفسيره الصافي [٢].
قالوا : لو كلف الكافر بها لصحت منه ، اذ
الصحة موافقة الامر ، واللازم منتف.
واجيب بأنه غير محل النزاع ؛ اذ لا نريد
انه مأمور بفعلها حالة كفره.
نعم يصح منه بأن يؤمن ويفعل ، كالجنب
والمحدث حالة الجنابة امرا به بعد التطهير.