responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 5  صفحة : 855

اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ الْمَلاٰئِكَةُ ظٰالِمِي أَنْفُسِهِمْ [1] ،وَ قَوْلُهُ: اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ الْمَلاٰئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ [2]،فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يُدَبِّرُ الْأُمُورَ كَيْفَ يَشَاءُ،وَ يُوَكِّلُ مِنْ خَلْقِهِ مَنْ يَشَاءُ بِمَا يَشَاءُ،أَمَّا مَلَكُ الْمَوْتِ فَإِنَّ اللَّهَ يُوَكِّلُهُ بِخَاصَّةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ،وَ يُوَكِّلُ رُسُلَهُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ خَاصَّةً بِمَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ،وَ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ سَمَّاهُمُ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ وَكَّلَهُمْ بِخَاصَّةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ [3]،[إِنَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى]يُدَبِّرُ الْأُمُورَ كَيْفَ يَشَاءُ،وَ لَيْسَ كُلُّ الْعِلْمِ يَسْتَطِيعُ صَاحِبُ الْعِلْمِ أَنْ يُفَسِّرَهُ لِكُلِّ النَّاسِ،لِأَنَّ مِنْهُمُ الْقَوِيَّ وَ الضَّعِيفَ،وَ لِأَنَّ مِنْهُ مَا يُطَاقُ حَمْلُهُ،وَ مِنْهُ مَا لاَ يُطَاقُ حَمْلُهُ، إِلاَّ أَنْ يُسَهِّلَ اللَّهُ لَهُ حَمْلَهُ،وَ أَعَانَهُ عَلَيْهِ مِنْ خَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ،وَ إِنَّمَا يَكْفِيكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ وَ أَنَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ عَلَى يَدَيْ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ مِنْ مَلاَئِكَتِهِ وَ غَيْرِهِمْ».

قَالَ:فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،وَ نَفَعَ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ بِكَ.

فَقَالَ عَلِيٌّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«إِنْ كُنْتَ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَكَ بِمَا قَدْ بَيَّنْتُ لَكَ،فَأَنْتَ وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حَقّاً».

فَقَالَ الرَّجُلُ:يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ بِأَنِّي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حَقّاً؟قَالَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«لاَ يَعْلَمُ ذَلِكَ إِلاَّ مَنْ أَعْلَمَهُ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،وَ شَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)بِالْجَنَّةِ وَ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ،لِيَعْلَمَ مَا فِي الْكُتُبِ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى رُسُلِهِ وَ أَنْبِيَائِهِ».

قَالَ:يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،وَ مَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟قَالَ:«مَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ وَ وَفَّقَهُ لَهُ،فَعَلَيْكَ بِالْعَمَلِ لِلَّهِ فِي سَرَائِرِكَ وَ عَلاَنِيَتِكَ،فَلاَ شَيْءَ يَعْدِلُ الْعَمَلَ».


[1] النحل 16:28.

[2] النحل 16:32.

[3] (و الملائكة الذين سماهم....من خلقه)ليس في«ج،ي».

اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 5  صفحة : 855
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست