أَعْمَالُكُمْ؟قَالَ:عِبَادَةُ الطَّاغُوتِ،وَ حُبُّ الدُّنْيَا مَعَ خَوْفٍ قَلِيلٍ،وَ أَمَلٍ بَعِيدٍ،وَ غَفْلَةٍ فِي لَهْوٍ وَ لَعِبٍ.فَقَالَ:كَيْفَ[كَانَ] حُبُّكُمُ لِلدُّنْيَا؟قَالَ:كَحُبِّ الصَّبِيِّ لِأُمِّهِ،إِذَا أَقْبَلَتْ عَلَيْنَا رَضِينَا وَ فَرِحْنَا وَ سُرِرْنَا،وَ إِذَا أَدْبَرَتْ[عَنَّا]بَكَيْنَا وَ حَزِنَّا.قَالَ:
كَيْفَ كَانَتْ عِبَادَتُكُمْ الطَّاغُوتَ؟قَالَ:اَلطَّاعَةُ لِأَهْلِ الْمَعَاصِي.قَالَ:كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِكُمْ؟قَالَ:بِتْنَا لَيْلَتَنَا فِي عَافِيَةٍ وَ أَصْبَحْنَا فِي الْهَاوِيَةِ.فَقَالَ:وَ مَا الْهَاوِيَةُ؟فَقَالَ:سِجِّينٌ.قَالَ:وَ مَا سِجِّينٌ؟قَالَ:جِبَالٌ مِنْ جَمْرٍ تُوقَدُ عَلَيْنَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.قَالَ:فَمَا قُلْتُمْ،وَ مَا قِيلَ لَكُمْ؟قَالَ:قُلْنَا:رُدَّنَا إِلَى الدُّنْيَا نَزْهَدْ فِيهَا،قِيلَ لَنَا:كَذَبْتُمْ.قَالَ:وَيْحَكَ،لِمَ لَمْ يُكَلِّمْنِي غَيْرُكَ مِنْ بَيْنِهِمْ؟قَالَ:يَا رُوحَ اللَّهِ،إِنَّهُمْ مُلْجَمُونَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ بِأَيْدِي مَلاَئِكَةٍ غِلاَظٍ شِدَادٍ،وَ إِنِّي كُنْتُ فِيهِمْ وَ لَمْ أَكُنْ مِنْهُمْ،فَلَمَّا نَزَلَ الْعَذَابُ عَمَّنِي مَعَهُمْ،فَأَنَا مُعَلَّقٌ بِشَعْرَةٍ عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ،لاَ أَدْرِي أُكَبْكَبُ فِيهَا أَمْ أَنْجُو[مِنْهَا].
فَالْتَفَتَ عِيسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)إِلَى الْحَوَارِيِّينَ،فَقَالَ:يَا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ،أَكْلُ الْخُبْزِ الْيَابِسِ بِالْمِلْحِ الْجَرِيشِ[وَ النَّوْمُ عَلَى الْمَزَابِلِ]خَيْرٌ كَثِيرٌ مَعَ عَافِيَةِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ».