responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 5  صفحة : 18

لِأُعْلِمَهُ يَعْنِي عُمَرَ.فَقُلْتُ لَهُ:صِرْ إِلَيْهِ فَأَعْلِمْهُ.

فَلَمَّا صَارَ إِلَيْهِ،وَ عِنْدَهُ نَفَرٌ،فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ فَزَبَرَهُ،وَ قَالَ لَهُ:كَذَبْتَ لَمْ تَذْهَبْ بِكِتَابِي.قَالَ:فَحَلَفَ الرَّجُلُ بِاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ،وَ حَقِّ صَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ،لَقَدْ فَعَلَ مَا أَمَرَهُ بِهِ مِنْ حَمْلِ الْكِتَابِ،وَ أَعْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ نَالَهُ مِنْهَا مَا يَرَى، قَالَ:فَزَبَرَهُ وَ أَخْرَجَهُ عَنْهُ.

فَمَضَيْتُ مَعَهُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ:«أَ لَمْ أَقُلْ لَكَ»،ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الرَّجُلِ،فَقَالَ لَهُ:«إِذَا انْصَرَفْتَ فَصِرْ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي هِيَ فِيهِ،وَ قُلِ:اَللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ،وَ أَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ،اللَّهُمَّ فَذَلِّلْ لِي صُعُوبَتَهَا وَ حُزَانَتَهَا [1]،وَ اكْفِنِي شَرَّهَا،فَإِنَّكَ الْكَافِي الْمُعَافِي الْغَالِبُ الْقَاهِرُ».

فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ رَاجِعاً،فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ قَدِمَ الرَّجُلُ وَ مَعَهُ جُمْلَةٌ قَدْ حَمَلَهَا مِنَ أَثْمَانِهَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)فَصَارَ إِلَيْهِ وَ أَنَا مَعَهُ،فَقَالَ لَهُ:«تُخْبِرُنِي أَوْ أُخْبِرُكَ؟فَقَالَ الرَّجُلُ:بَلْ تُخْبِرُنِي،يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ:«كَأَنَّكَ صِرْتَ إِلَيْهَا،فَجَاءَتْكَ وَ لاَذَتْ بِكَ خَاضِعَةً ذَلِيلَةً،فَأَخَذْتَ بِنَوَاصِيهَا وَاحِداً بَعْدَ آخَرَ»فَقَالَ:صَدَقْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،كَأَنَّكَ كُنْتَ مَعِي،فَهَذَا كَانَ،فَتَفَضَّلْ بِقَبُولِ مَا جِئْتُكَ بِهِ فَقَالَ:«امْضِ رَاشِداً،بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهِ»، فَبَلَغَ الْخَبَرُ عُمَرَ فَغَمَّهُ ذَلِكَ حَتَّى تَبَيَّنَ الْغَمُّ فِي وَجْهِهِ،فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ وَ كَانَ يَحُجُّ كُلَّ سَنَةٍ وَ لَقَدْ أَنْمَى اللَّهُ مَالَهُ.

قَالَ:وَ قَالَ:أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«كُلُّ مَنِ اسْتَصْعَبَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ مَالٍ أَوْ أَهْلٍ أَوْ وَلَدٍ أَوْ أَمْرِ فِرْعَوْنٍ مِنَ الْفَرَاعِنَةِ فَلْيَبْتَهِلْ بِهَذَا الدُّعَاءِ فَإِنَّهُ يُكْفَى مِمَّا يَخَافُ،إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى».

قوله تعالى:

أَ هُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ [37] تقدم حديث في قوم تبع،في قوله تعالى: وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ،من سورة البقرة [2]،و سيأتي في ذلك أيضا-إن شاء اللّه تعالى-في قوله تعالى: وَ قَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ، من سورة ق [3].

قوله تعالى:

إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقٰاتُهُمْ أَجْمَعِينَ* يَوْمَ لاٰ يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لاٰ هُمْ يُنْصَرُونَ*


[1] في«ج»:حرافتها.

[2] تقدّم في الحديث(2)من تفسير الآية(89)من سورة البقرة.

[3] يأتي في الحديث(3)من تفسير الآيات(12-14)من سورة ق.

اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 5  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست