هَلْ أَتٰاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرٰاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ* إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقٰالُوا سَلاٰماً قٰالَ سَلاٰمٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ* فَرٰاغَ إِلىٰ أَهْلِهِ فَجٰاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ* فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قٰالَ أَ لاٰ تَأْكُلُونَ* فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قٰالُوا لاٰ تَخَفْ وَ بَشَّرُوهُ بِغُلاٰمٍ عَلِيمٍ* فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهٰا وَ قٰالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ* قٰالُوا كَذٰلِكَ قٰالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ* قٰالَ فَمٰا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ* قٰالُوا إِنّٰا أُرْسِلْنٰا إِلىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ* لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجٰارَةً مِنْ طِينٍ* مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ* فَأَخْرَجْنٰا مَنْ كٰانَ فِيهٰا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ* فَمٰا وَجَدْنٰا فِيهٰا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ* وَ تَرَكْنٰا فِيهٰا آيَةً لِلَّذِينَ يَخٰافُونَ الْعَذٰابَ الْأَلِيمَ -إلى قوله تعالى- وَ السَّمٰاءَ بَنَيْنٰاهٰا بِأَيْدٍ وَ إِنّٰا لَمُوسِعُونَ [24-47]
99-/10129 _1- ابْنُ بَابَوَيْهِ،قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ(رَحِمَهُ اللَّهُ)،قَالَ:حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ،عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى،عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ،عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ،عَنْ أَبِي بَصِيرٍ،قَالَ: قُلْتُ:
لِأَبِي جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):كَانَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)يَتَعَوَّذُ مِنَ الْبُخْلِ؟فَقَالَ:«نَعَمْ-يَا أَبَا مُحَمَّدٍ-فِي كُلِّ صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ، وَ نَحْنُ نَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنَ الْبُخْلِ،إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [1]،وَ سَأُخْبِرُكَ عَنْ عَاقِبَةِ الْبُخْلِ،إِنَّ قَوْمَ لُوطٍ كَانُوا أَهْلَ قَرْيَةٍ أَشِحَّاءَ عَلَى الطَّعَامِ،فَأَعْقَبَهُمُ الْبُخْلُ دَاءً لاَ دَوَاءَ لَهُ فِي فُرُوجِهِمْ».
فَقُلْتُ:وَ مَا أَعْقَبَهُمْ؟فَقَالَ:«إِنَّ قَرْيَةَ قَوْمِ لُوطٍ كَانَتْ عَلَى طَرِيقِ السَّيَّارَةِ إِلَى الشَّامِ وَ مِصْرَ،فَكَانَتِ السَّيَّارَةُ تَنْزِلُ بِهِمْ فَيُضِيفُونَهُمْ،فَلَمَّا كَثُرَ عَلَيْهِمْ ضَاقُوا بِذَلِكَ ذَرْعاً بُخْلاً وَ لُؤْماً،فَدَعَاهُمُ الْبُخْلُ إِلَى أَنْ كَانُوا إِذَا نَزَلَ بِهِمُ الضَّيْفُ فَضَحُوهُ مِنْ غَيْرِ شَهْوَةٍ بِهِمْ إِلَى ذَلِكَ،وَ إِنَّمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِالضَّيْفِ حَتَّى يَنْكُلَ النَّازِلُ عَنْهُمْ،فَشَاعَ أَمْرُهُمْ فِي الْقَرْيَةِ،وَ حَذَّرَهُمْ النَّازِلَةَ،فَأَوْرَثَهُمُ الْبُخْلُ دَاءً [2]لاَ يَسْتَطِيعُونَ رَفْعَهُ عَنْ أَنْفُسِهِمْ مِنْ غَيْرِ شَهْوَةٍ لَهُمْ إِلَى ذَلِكَ،حَتَّى
[1] الحشر 59:9.
[2] في المصدر:بلاء.