responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 2  صفحة : 755

أحد إلاّ انهزم،و بقي أمير المؤمنين(عليه السلام)يقاتلهم في نفر قليل.

و مر المنهزمون برسول اللّه(صلّى اللّه عليه و آله)لا يلوون على شيء،و كان العبّاس آخذا بلجام بغلة رسول اللّه(صلّى اللّه عليه و آله)عن يمينه،و أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب عن يساره.

فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يُنَادِي:«يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ،إِلَى أَيْنَ الْمَفَرُّ؟أَنَا رَسُولُ اللَّهِ» فلم يلو أحد عليه.

و كانت نسيبة بنت كعب المازنية تحثو التراب في وجوه المنهزمين،و تقول:أين تفرون عن اللّه و عن رسوله.

و مر بها عمر،فقالت له:ويلك،ما هذا الذي صنعت؟فقال لها:هذا أمر اللّه.

فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)الْهَزِيمَةَ رَكَضَ يَحُومُ عَلَى بَغْلَتِهِ قَدْ شَهَرَ سَيْفَهُ،فَقَالَ:«يَا عَبَّاسُ،اصْعَدْ هَذَا الظَّرِبَ [1] وَ نَادِ:يَا أَصْحَابَ الْبَقَرَةِ،يَا أَصْحَابَ الشَّجَرَةِ،إِلَى أَيْنَ تَفِرُّونَ،هَذَا رَسُولُ اللَّهِ».

ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)يَدَهُ فَقَالَ:«اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَ إِلَيْكَ الْمُشْتَكَى وَ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ»فَنَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ:دَعَوْتَ بِمَا دَعَا بِهِ مُوسَى حِينَ فَلَقَ اللَّهُ لَهُ الْبَحْرَ وَ نَجَّاهُ مِنْ فِرْعَوْنَ.ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)لِأَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ:«نَاوِلْنِي كَفّاً مِنْ حَصًى،فَنَاوَلَهُ فَرَمَاهُ فِي وُجُوهِ الْمُشْرِكِينَ،ثُمَّ قَالَ:

«شَاهَتِ الْوُجُوهُ»ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ،وَ قَالَ:«اللَّهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ لَمْ تُعْبَدْ،وَ إِنْ شِئْتَ أَنْ لاَ تُعْبَدَ لاَ تُعْبَدُ».

فَلَمَّا سَمِعَتِ الْأَنْصَارُ نِدَاءَ الْعَبَّاسِ عَطَفُوا وَ كَسَرُوا جُفُونَ سُيُوفِهِمْ وَ هُمْ يُنَادُونَ:لَبَّيْكَ،وَ مَرُّوا بِرَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،وَ اسْتَحْيَوْا أَنْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِ،وَ لَحِقُوا بِالرَّايَةِ،فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)لِلْعَبَّاسِ:«مَنْ هَؤُلاَءِ،يَا أَبَا الْفَضْلِ؟».فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،هَؤُلاَءِ الْأَنْصَارُ.فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):«الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ [2]» فَنَزَلَ النَّصْرُ مِنَ السَّمَاءِ،و انهزمت هوازن،و كانوا يسمعون قعقعة السلاح في الجو،فانهزموا في كل وجه،و غنم رسول اللّه(صلّى اللّه عليه و آله)أموالهم و نساءهم و ذراريهم،و هو قوله تعالى: لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّٰهُ فِي مَوٰاطِنَ كَثِيرَةٍ وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ .

99-/4486 _4- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ:قَالَ:وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ،عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ،فِي قَوْلِهِ: ثُمَّ أَنْزَلَ اللّٰهُ سَكِينَتَهُ عَلىٰ رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ أَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهٰا وَ عَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ هُوَ الْقَتْلُ. وَ ذٰلِكَ جَزٰاءُ الْكٰافِرِينَ .

قَالَ:وَ قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ،يُقَالُ لَهُ:شَجَرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ هُوَ أَسِيرٌ فِي أَيْدِيهِمْ:أَيْنَ الْخَيْلُ الْبُلْقُ وَ الرِّجَالُ عَلَيْهِمُ الثِّيَابُ الْبِيضُ؟فَإِنَّمَا كَانَ قَتْلُنَا بِأَيْدِيهِمْ،وَ مَا كُنَّا نَرَاكُمْ فِيهِمْ إِلاَّ كَهَيْئَةِ الشَّامَةِ؟قَالُوا:تِلْكَ الْمَلاَئِكَةُ.

99-/4487 _5- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ:عَنْ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ،عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الدِّهْقَانِ،عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ


_4) -تفسير القمّيّ 1:288.
_5) -الكافي 8:566/376.

[1] الظّرب:الجبل المنبسط أو الصغير.«القاموس المحيط-ظرب-1-103».

[2] الوطس:التنّور،و هو كناية عن شدّة الأمر و اضطراب الحرب.«مجمع البحرين-وطس-4:123».

اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 2  صفحة : 755
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست