responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 2  صفحة : 754

فَقَالَ:يَا مَالِكُ،إِنَّكَ أَصْبَحْتَ رَئِيسَ قَوْمِكَ،وَ إِنَّكَ تُقَاتِلُ رَجُلاً كَرِيماً [1]،وَ هَذَا الْيَوْمُ لِمَا بَعْدَهُ،وَ لَمْ تَضَعْ فِي تَقْدِمَةِ بَيْضَةِ هَوَازِنَ إِلَى نُحُورِ الْخَيْلِ شَيْئاً،وَيْحَكَ وَ هَلْ يَلْوِي الْمُنْهَزِمُ عَلَى شَيْءٍ؟!اُرْدُدْ بَيْضَةَ هَوَازِنَ إِلَى عَلْيَاءِ بِلاَدِهِمْ وَ مُمْتَنَعِ مَحَالِّهِمْ،وَ أَلْقِ [2] الرِّجَالَ عَلَى مُتُونِ الْخَيْلِ،فَإِنَّهُ لاَ يَنْفَعُكَ إِلاَّ رَجُلٌ بِسَيْفِهِ وَ دِرْعِهِ وَ فَرَسِهِ،فَإِنْ كَانَتْ لَكَ لَحِقَ بِكَ مِنْ وَرَاءِكَ،وَ إِنْ كَانَتْ عَلَيْكَ لاَ تَكُونُ قَدْ فُضِحْتَ فِي أَهْلِكَ وَ عِيَالِكَ.

فَقَالَ لَهُ مَالِكٌ:إِنَّكَ قَدْ كَبِرْتَ وَ ذَهَبَ عِلْمُكَ وَ عَقْلُكَ،فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْ دُرَيْدٍ.فَقَالَ دُرَيْدٌ:مَا فَعَلَتْ كَعْبٌ وَ كِلاَبٌ؟قَالُوا:لَمْ يَحْضُرْ مِنْهُمْ أَحَدٌ.قَالَ:غَابَ الْجِدُّ وَ الْحَزْمُ،لَوْ كَانَ يَوْمُ عَلاَ وَ سَعَادَةٍ مَا كَانَتْ تَغِيبُ كَعْبٌ وَ لاَ كِلاَبٌ.قَالَ:فَمَنْ حَضَرَهَا مِنْ هَوَازِنَ؟قَالُوا:عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ،وَ عَوْفُ بْنُ عَامِرٍ.قَالَ:ذَانِكَ الْجَذَعَانِ [3] لاَ يَنْفَعَانِ وَ لاَ يَضُرَّانِ،ثُمَّ تَنَفَّسَ دُرَيْدٌ،وَ قَالَ:حَرْبٌ عَوَانٌ [4].

لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعٌ أَخُبُّ فِيهَا وَ أَضَعُ [5]
أَقُودُ وَطْفَاءَ الزَّمَعِ كَأَنَّهَا شَاةٌ صَدَعٌ [6]
وَ بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)اجْتِمَاعُ هَوَازِنَ بِأَوْطَاسَ فَجَمَعَ القَبَائِلَ وَ رَغَّبَهُمْ فِي الْجِهَادِ،وَ وَعَدَهُمُ النَّصْرَ، وَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَعَدَهُ أَنْ يَغْنَمَهُ أَمْوَالَهُمْ وَ نِسَاءَهُمْ وَ ذَرَارِيَّهُمْ،فَرَغِبَ النَّاسُ وَ خَرَجُوا عَلَى رَايَاتِهِمْ،وَ عَقَدَ اللِّوَاءَ الْأَكْبَرَ وَ دَفَعَهُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،وَ كُلُّ مَنْ دَخَلَ مَكَّةَ بِرَايَتِهِ أَمَرَهُ أَنْ يَحْمِلَهَا،وَ خَرَجَ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ، عَشَرَةُ آلاَفٍ مِمَّنْ كَانُوا مَعَهُ.
و

فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ،عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ: «وَ كَانَ مَعَهُ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ أَلْفُ رَجُلٍ رَئِيسُهُمْ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ،وَ مِنْ مُزَيْنَةَ أَلْفُ رَجُلٍ».

رجع الحديث إلى عليّ بن إبراهيم،قال:فمضوا حتّى كان من القوم على مسيرة بعض ليلة،قال:و قال مالك ابن عوف لقومه:ليصير كل رجل منكم أهله و ماله خلف ظهره،و اكسروا جفون سيوفكم،و اكمنوا في شعاب هذا الوادي و في الشجر،فإذا كان في غلس الفجر [7] فاحملوا حملة رجل واحد،و هدوا القوم،فإن محمّدا لم يلق أحدا يحسن الحرب.

قال:فلما صلى رسول اللّه(صلّى اللّه عليه و آله)الغداة انحدر في وادي حنين،و هو واد له انحدار بعيد،و كانت بنو سليم على مقدّمته،فخرجت عليها كتائب هوازن من كل ناحية،فانهزمت بنو سليم،و انهزم من وراءهم،و لم يبق


[1] في المصدر:كبيرا.

[2] في المصدر:و أبق.

[3] أي الصغيران.

[4] العوان من الحروب:التي قوتل فيها مرّة بعد مرّة،كأنّهم جعلوا الأولى بكرا.«الصحاح-عون-6:2168».

[5] خبّ و وضع:كلاهما بمعنى أسرع.

[6] الوطفاء:كثيرة الشعر،و الزّمع:جمع زمعة،الشعرات المدلاّة في مؤخّر رجل الشاة و الظبي و نحوهما،و الصّدع من الدوابّ:الشابّ القويّ، و المراد فرس هذه صفاته.

[7] في المصدر:الصبح.

اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 2  صفحة : 754
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست