responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 2  صفحة : 356

مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَ غَضَبِ رَسُولِهِ،فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى: إِنَّمٰا يُرِيدُ الشَّيْطٰانُ إِلَى قَوْلِهِ: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ فَقَالَ عُمَرُ:اِنْتَهَيْنَا.

99-/3285 _14- وَ رَوَى الْحُسَيْنُ بْنُ حَمْدَانَ الْخَصِيبِيُّ،وَ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدَّيْلَمِيُّ(رَحِمَهُ اللَّهُ)-وَ اللَّفْظُ لِلدَّيْلَمِيِّ-عَنِ الصَّادِقِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَقِيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)فِي سِكَّةٍ[مِنْ سِكَكِ] [1]بَنِي النَّجَّارِ،فَسَلَّمَ عَلَيْهِ،وَ صَافَحَهُ،وَ قَالَ لَهُ:يَا أَبَا الْحَسَنِ،أَ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ مِنِ اسْتِخْلاَفِ النَّاسِ إِيَّايَ،وَ مَا كَانَ مِنْ يَوْمِ السَّقِيفَةِ، وَ كَرَاهِيَتِكَ لِلْبَيْعَةِ؟وَ اللَّهِ مَا كَانَ ذَلِكَ مِنْ إِرَادَتِي،إِلاَّ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ أَجْمَعُوا عَلَى أَمْرٍ لَمْ يَكُنْ لِي أَنْ أُخَالِفَهُمْ فِيهِ،لِأَنَّ النَّبِيَّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)قَالَ:لاَ تَجْتَمِعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلاَلَةٍ [2].

فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):يَا أَبَا بَكْرٍ،أُمَّتُهُ الَّذِينَ أَطَاعُوهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ فِي عَهْدِهِ،وَ أَخَذُوا بِهُدَاهُ،وَ أَوْفُوا بِمَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ،وَ لَمْ يُبَدِّلُوا،وَ لَمْ يُغَيِّرُوا.

قَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ:وَ اللَّهِ،يَا عَلِيُّ،لَوْ شَهِدَ عِنْدِيَ السَّاعَةَ مَنْ أَثِقُ بِهِ أَنَّكَ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ لَسَلَّمْتُهُ إِلَيْكَ،رَضِيَ مَنْ رَضِيَ،وَ سَخِطَ مَنْ سَخِطَ.

فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):يَا أَبَا بَكْرٍ،فَهَلْ تَعْلَمُ أَحَداً أَوْثَقَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)؟وَ قَدْ أَخَذَ بَيْعَتِي عَلَيْكَ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ،وَ عَلَى جَمَاعَةٍ مَعَكَ [3]،فِيهِمْ عُمَرُ،وَ عُثْمَانُ فِي يَوْمِ الدَّارِ،وَ فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ،وَ يَوْمَ جُلُوسِهِ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ،وَ فِي يَوْمِ الْغَدِيرِ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ حِجَّةِ الْوَدَاعِ،فَقُلْتُمْ بِأَجْمَعِكُمْ:سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ.فَقَالَ لَكُمْ:اَللَّهُ وَ رَسُولُهُ عَلَيْكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ.فَقُلْتُمْ بِأَجْمَعِكُمْ:اَللَّهُ وَ رَسُولُهُ عَلَيْنَا مِنَ الشَّاهِدِينَ.

فَقَالَ لَكُمْ:فَلْيَشْهَدْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ،وَ لْيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ،وَ مَنْ سَمِعَ مِنْكُمْ [4] مَنْ لَمْ يَسْمَعْ.فَقُلْتُمْ:نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ.وَ قُمْتُمْ بِأَجْمَعِكُمْ تُهَنِّئُونَ رَسُولَ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)وَ تُهَنِّئُونِي بِكَرَامَةِ اللَّهِ لَنَا.فَدَنَا عُمَرُ،وَ ضَرَبَ عَلَى كَتِفِي وَ قَالَ بِحَضْرَتِكُمْ:بَخْ بَخْ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ،أَصْبَحْتَ مَوْلاَيَ،وَ مَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ.

فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ:لَقَدْ ذَكَّرْتَنِي أَمْراً يَا أَبَا الْحَسَنِ لَوْ يَكُونُ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)شَاهِداً فَأَسْمَعُهُ مِنْهُ.

فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):اَللَّهُ وَ رَسُولُهُ عَلَيْكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ-يَا أَبَا بَكْرٍ-إِنْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) حَيّاً يَقُولُ لَكَ إِنَّكَ ظَالِمٌ لِي،فِي أَخْذِ حَقِّيَ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ لِي،دُونَكَ وَ دُونَ الْمُسْلِمِينَ،أَنْ تُسَلِّمَ هَذَا الْأَمْرَ لِي،وَ تَخْلَعَ نَفْسَكَ مِنْهُ.

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:يَا أَبَا الْحَسَنِ،وَ هَذَا يَكُونُ أَنْ أَرَى رَسُولَ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)حَيّاً بَعْدَ مَوْتِهِ،فَيَقُولَ لِي ذَلِكَ؟! فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):نَعَمْ يَا أَبَا بَكْرٍ.قَالَ:فَأَرِنِي إِنْ كَانَ ذَلِكَ حَقّاً.فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):


_14) -الهداية الكبرى:102،إرشاد القلوب:264.

[1] من الإرشاد.

[2] في الإرشاد:الضلال.

[3] في الإرشاد:جماعة منكم و.

[4] في الإرشاد زيادة:فليسمع.

اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 2  صفحة : 356
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست