responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 2  صفحة : 353

كَانَتِ الْخَمْرُ يَوْمَ حُرِّمَتْ بِالْمَدِينَةِ فَضِيخَ الْبُسْرِ [1] وَ التَّمْرِ،فَلَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُهَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)فَقَعَدَ فِي الْمَسْجِدِ،ثُمَّ دَعَا بِآنِيَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا يَنْبِذُونَ فِيهَا،فَأَكْفَأَهَا كُلَّهَا،ثُمَّ قَالَ:هَذِهِ كُلُّهَا خَمْرٌ،وَ قَدْ حَرَّمَهَا اللَّهُ،فَكَانَ أَكْثَرُ شَيْءٍ أُكْفِئَ مِنْ ذَلِكَ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْأَشْرِبَةِ الْفَضِيخَ،وَ لاَ أَعْلَمُ أُكْفِئَ يَوْمَئِذٍ مِنْ خَمْرِ الْعِنَبِ شَيْءٌ إِلاَّ إِنَاءٌ وَاحِدٌ،كَانَ فِيهِ زَبِيبٌ وَ تَمْرٌ جَمِيعاً،وَ أَمَّا عَصِيرُ الْعِنَبِ فَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ بِالْمَدِينَةِ مِنْهُ شَيْءٌ.

حَرَّمَ اللَّهُ الْخَمْرَ قَلِيلَهَا وَ كَثِيرَهَا،وَ بَيْعَهَا وَ شِرَاءَهَا،وَ الاِنْتِفَاعَ بِهَا.وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ،وَ مَنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ،وَ مَنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ،وَ مَنْ عَادَ فِي الرَّابِعَةِ فَاقْتُلُوهُ.

وَ قَالَ:حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْقِيَ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ مِمَّا يَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِ الْمُومِسَاتِ،وَ الْمُومِسَاتُ:اَلزَّوَانِي، يَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِهِنَّ صَدِيدٌ.وَ الصَّدِيدُ:قَيْحٌ وَ دَمٌ غَلِيظٌ مُخْتَلِطٌ،يُؤْذِي أَهْلَ النَّارِ حَرُّهُ وَ نَتْنُهُ.

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً،فَإِذَا عَادَ فَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً مِنْ يَوْمَ شَرِبَهَا،فَإِنْ مَاتَ فِي تِلْكَ الْأَرْبَعِينَ لَيْلَةً مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ سَقَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ طِينَةِ خَبَالٍ.

وَ سُمِّيَ الْمَسْجِدُ الَّذِي قَعَدَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)يَوْمَ أُكْفِئَتْ فِيهِ الْأَشْرِبَةُ مَسْجِدَ الْفَضِيخِ مِنْ يَوْمِئِذٍ، لِأَنَّهُ كَانَ أَكْثَرُ شَيْءٍ أُكْفِئَ مِنَ الْأَشْرِبَةِ الْفَضِيخَ.

وَ أَمَّا الْمَيْسِرُ فَالنَّرْدُ وَ الشِّطْرَنْجُ،وَ كُلُّ قِمَارٍ مَيْسِرٌ،وَ أَمَّا الْأَنْصَابُ،فَالْأَوْثَانُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا [2]،وَ أَمَّا الْأَزْلاَمُ فَالْأَقْدَاحُ الَّتِي كَانَتْ يَسْتَقْسِمُ بِهَا مُشْرِكُو الْعَرَبِ فِي الْأُمُورِ [3] فِي الْجَاهِلِيَّةِ،كُلُّ هَذَا بَيْعُهُ وَ شِرَاؤُهُ،وَ الاِنْتِفَاعُ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا حَرَامٌ مُحَرَّمٌ مِنَ اللَّهِ،وَ هُوَ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ،فَقَرَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَ الْمَيْسِرَ مَعَ الْأَوْثَانِ».

99-/3276 _5- الْعَيَّاشِيُّ:عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ:سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ الشِّطْرَنْجَ وَ النَّرْدَ وَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ [4]،وَ كُلُّ مَا قُومِرَ عَلَيْهِ مِنْهَا،فَهُوَ مَيْسِرٌ».

99-/3277 _6- وَ عَنْهُ:عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ:يَقُولُ: «الْمَيْسِرُ هُوَ الْقِمَارُ».

99-/3278 _7- عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ،عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)قَالَ:سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «بَيْنَمَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)وَ أَصْحَابٌ لَهُ عَلَى شَرَابٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ:اَلسُّكُرْكَةُ [5]».قَالَ:«فَتَذَاكَرُوا السَّدِيفَ [6]،فَقَالَ لَهُمْ


_5) -تفسير العيّاشي 1:182/339.
_6) -تفسير العيّاشي 1:181/339.
_7) -تفسير العيّاشي 1:183/339.

[1] الفضيخ:عصير العنب،و هو أيضا شراب يتّخذ من البسر المفضوخ وحده من غير أن تمسّه النار.«لسان العرب-فضخ-3:45». و البسر:التمر قبل أن يرطب لفضاضته.«لسان العرب-بسر-4:58».

[2] في المصدر زيادة:المشركون.

[3] (في الأمور)ليس في المصدر.

[4] الأربعة عشر:صفّان من النّقر،يوضع فيها شيء يلعب به،في كلّ صفّ سبع نقر محفورة.(مجمع البحرين-عشر-3:406)

[5] السّكركة:نوع من الخمور يتّخذ من الذرة.و هي لفظة حبشية،و قد عرّت فقيل السّقرقع.«النهاية 2:383».

[6] في النسخ و المصدر:الشريف،و ما أثبتناه من أمالي الطوسيّ 2:217،و السديف:شحم السنام.«القاموس المحيط-سدف-3:156».

اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 2  صفحة : 353
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست