اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم الجزء : 2 صفحة : 170
قال:إن سبب نزولها أن قوما من الأنصار من بني أبيرق إخوة ثلاثة كانوا منافقين:بشير،و بشر،و مبشر،فنقبوا على عم قتادة بن النعمان [1]،و كان قتادة بدريا،و أخرجوا طعاما كان أعده لعياله و سيفا و درعا،فشكا قتادة ذلك إلى رسول اللّه(صلّى اللّه عليه و آله)،فقال:يا رسول اللّه،إن قوما نقبوا على عمي،و أخذوا طعاما كان أعده لعياله و سيفا و درعا،و هم أهل بيت سوء،و كان معهم في الرأي رجل مؤمن يقال له لبيد بن سهل [2].
فقال بنو أبيرق لقتادة:هذا عمل لبيد بن سهل.فبلغ ذلك لبيدا،فأخذ سيفه و خرج عليهم،فقال:يا بني أبيرق،أ ترمونني بالسرقة،و أنتم أولى بها مني،و أنتم المنافقون تهجون رسول اللّه(صلّى اللّه عليه و آله)و تنسبون إلى قريش،لتبينن ذلك أو لأملأن سيفي منكم.فداروه و قالوا له:ارجع يرحمك اللّه،فإنك بريء من ذلك.
فمشى بنو أبيرق إلى رجل من رهطهم يقال له:أسيد بن عروة،و كان منطقيا بليغا،فمشى إلى رسول اللّه(صلّى اللّه عليه و آله)فقال:يا رسول اللّه،إن قتادة بن النعمان عمد إلى أهل بيت منا،أهل شرف و حسب و نسب، فرماهم بالسرقة و اتهمهم بما ليس فيهم.فاغتم رسول اللّه(صلّى اللّه عليه و آله)لذلك،و جاء إليه قتادة،فأقبل عليه رسول اللّه(صلّى اللّه عليه و آله)فقال له:«عمدت إلى أهل بيت شرف و حسب و نسب فرميتهم بالسرقة»و عاتبه عتابا شديدا.
فاغتم قتادة من ذلك و رجع إلى عمه،و قال له:يا ليتني مت و لم أكلم رسول اللّه(صلّى اللّه عليه و آله)،فقد كلمني بما كرهته.فقال عمه:اللّه المستعان.فأنزل اللّه في ذلك على نبيه(صلّى اللّه عليه و آله): إِنّٰا أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ الْكِتٰابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّٰاسِ بِمٰا أَرٰاكَ اللّٰهُ وَ لاٰ تَكُنْ لِلْخٰائِنِينَ خَصِيماً* وَ اسْتَغْفِرِ اللّٰهَ إِنَّ اللّٰهَ كٰانَ غَفُوراً رَحِيماً* وَ لاٰ تُجٰادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتٰانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يُحِبُّ مَنْ كٰانَ خَوّٰاناً أَثِيماً* يَسْتَخْفُونَ مِنَ النّٰاسِ وَ لاٰ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّٰهِ وَ هُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مٰا لاٰ يَرْضىٰ مِنَ الْقَوْلِ يعني الفعل،فوضع القول مقام الفعل.
[1] قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر،بدري،عقبي،و هو أخو أبي سعيد الخدري لامه.«سير أعلام النبلاء 2:331».
[2] لبيد بن سهل بن الحارث بن عذرة بن عبد رزاح،بدري،فاضل،و هو الذي اتهم بدرعي رفاعة بن زيد،و هو بريء،و الذي سرقها هو ابن أبيرق و سرق معها دقيق حوارى كان لرفاعة.«جمهرة أنساب العرب:343».