responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 2  صفحة : 145

بِأَشْجَعَ فَقَالَ: إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ مِيثٰاقٌ أَوْ جٰاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقٰاتِلُوكُمْ أَوْ يُقٰاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَ لَوْ شٰاءَ اللّٰهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقٰاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقٰاتِلُوكُمْ وَ أَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمٰا جَعَلَ اللّٰهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً .

وَ كَانَتِ أَشْجَعُ مَحَالُّهَا الْبَيْضَاءُ وَ الْجَبَلُ [1] وَ الْمُسْتَبَاحُ،وَ قَدْ كَانُوا قَرُبُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)فَهَابُوا لِقُرْبِهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ مَنْ يَغْزُوهُمْ،وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)قَدْ خَافَهُمْ أَنْ يُصِيبُوا مِنْ أَطْرَافِهِ شَيْئاً،فَهُمْ بِالْمَسِيرِ إِلَيْهِمْ،فَبَيْنَمَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ إِذْ جَاءَتْ أَشْجَعُ وَ رَئِيسُهَا مَسْعُودُ بْنُ رُجَيْلَةَ،وَ هُمْ سَبْعُ مِائَةٍ،فَنَزَلُوا شِعْبَ سَلْعٍ [2]،وَ ذَلِكَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ،سَنَةِ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ،فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)أُسَيْدَ بْنَ حُصَيْنٍ،وَ قَالَ لَهُ:«اذْهَبْ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِكَ حَتَّى تَنْظُرُوا مَا أَقْدَمَ أَشْجَعَ».

فَخَرَجَ أُسَيْدٌ وَ مَعَهُ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ،فَقَالَ:مَا أَقْدَمَكُمْ؟فَقَامَ إِلَيْهِ مَسْعُودُ بْنُ رُجَيْلَةَ،وَ هُوَ رَئِيسُ أَشْجَعَ،فَسَلَّمَ عَلَى أُسَيْدٍ وَ عَلَى أَصْحَابِهِ،فَقَالُوا:جِئْنَا لِنُوَادِعَ مُحَمَّداً.فَرَجَعَ أُسَيْدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)فَأَخْبَرَهُ،فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):«خَافَ الْقَوْمُ أَنْ أَغْزُوَهُمْ فَأَرَادُوا الصُّلْحَ بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ».ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِمْ بِعَشَرَةِ أَحْمَالِ [3] تَمْرٍ فَقَدَّمَهَا أَمَامَهُ،ثُمَّ قَالَ:«نِعْمَ الشَّيْءُ الْهَدِيَّةُ أَمَامَ الْحَاجَةِ»ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَالَ:«يَا مَعْشَرَ أَشْجَعَ،مَا أَقْدَمَكُمْ؟»قَالُوا:قَرُبَتْ دَارُنَا مِنْكَ،وَ لَيْسَ فِي قَوْمِنَا أَقَلُّ عَدَداً مِنَّا،فَضِقْنَا بِحَرْبِكَ لِقُرْبِ دَارِنَا مِنْكَ، وَ ضِقْنَا بِحَرْبِ قَوْمِنَا [4] لِقِلَّتِنَا فِيهِمْ،فَجِئْنَا لِنُوَادِعَكَ [5].فَقَبِلَ النَّبِيُّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)ذَلِكَ مِنْهُمْ وَ وَادَعَهُمْ،فَأَقَامُوا يَوْمَهُمْ،ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى بِلاَدِهِمْ،وَ فِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ مِيثٰاقٌ إِلَى قَوْلِهِ: فَمٰا جَعَلَ اللّٰهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً .

99-/2624 _3- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ:عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،عَنْ أَبِيهِ،عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ،عَنْ أَبَانٍ،عَنِ الْفَضْلِ أَبِي الْعَبَّاسِ،عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ،فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: أَوْ جٰاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقٰاتِلُوكُمْ أَوْ يُقٰاتِلُوا قَوْمَهُمْ ،قَالَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«نَزَلَتْ فِي بَنِي مُدْلِجٍ لِأَنَّهُمْ جَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)فَقَالُوا:

إِنَّا قَدْ حَصِرَتْ صُدُورُنَا أَنْ نَشْهَدَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ،فَلَسْنَا مَعَكَ [6] وَ لاَ مَعَ قَوْمِنَا عَلَيْكَ».

قَالَ:قُلْتُ:كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)؟قَالَ:«وَادَعَهُمْ إِلَى أَنْ يَفْرُغَ مِنَ الْعَرَبِ،ثُمَّ يَدْعُوهُمْ،فَإِنْ أَجَابُوا وَ إِلاَّ قَاتَلَهُمْ».


_3) -الكافي 8:504/327.

[1] في«ط»:و الحل.

[2] سلع:جبل بسوق المدينة.«معجم البلدان 3:236».

[3] في المصدر:أجمال.

[4] في المصدر:قومك.

[5] في«ط»:لنوادعكم.

[6] في«ط»:معكم.

اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 2  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست