وعن أبي جعفر
الباقر وأبي عبدالله الصادق عليهماالسلام قالا : «إن الله عز وجل أرحم بخلقه من أن يجبر خلقه على
الذنوب ثم يعذبهم عليها ، والله أعز من أن يريد أمرا فلا يكون» وسئلا : هل بين
الجبر والقدر منزلة ثالثة؟
وعلى أساس هذا
الاتجاه من الوعي والفهم فسروا آيات القرآن ، ونفوا عن كلام الله تعالى الجبر
والتفويض.
عن عبد السلام بن
صالح الهروي ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى بن جعفر عليهمالسلام يقول : «من قال بالجبر فلا تعطوه من الزكاة ، ولا تقبلوا له شهادة ، إن الله
تبارك وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها ولا يحملها فوق طاقتها ، ولا تكسب كل نفس إلا
عليها ، ولا تزر وازرة وزر أخرى». [٣]
سادسا ـ تفسير القرآن بالقرآن : من يتتبع طريقة أهل البيت عليهمالسلام في تفسير القرآن يلمس عندهم طريقة متميزة ومبتكرة في تفسير
القرآن بالقرآن ، وهذه الطريقة من أفضل الطرق لفهم القرآن ، فإن القرآن خير دليل
على القرآن ، وقد جرى على هذه الطريقة في عصرنا الفقيد العلامة الطباطبائي (رحمهالله تعالى) ، وأخرج تفسيره القيم (الميزان) على هذا الأساس المتين.
وفيما يلي نذكر
نماذج من الروايات الواردة عن أهل البيت عليهمالسلام في تفسير القرآن بالقرآن. [٤]
١ ـ عن عبدالله بن
الفضل الهاشمي قال : سألت أبا عبدالله جعفر بن محمد عليهالسلام عن قول الله عز وجل : (مَنْ يَهْدِ اللهُ
فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً). [٥] فقال عليهالسلام : «إن الله تبارك وتعالى يضل الظالمين يوم القيامة عن دار كرامته ، ويهدي أهل
الإيمان والعمل الصالح إلى جنته ، كما قال عز وجل : (وَيُضِلُّ اللهُ
الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ)[٦] وقال عز وجل : (إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ). [٧] قال : فقلت :
قوله عز وجل (وَما تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ)[٨] وقوله عز وجل : (إِنْ
يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي
يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ). [٩]
[٤]لقد اخترنا هذه
النماذج من رسالة الدكتور خضير جعفر (حفظه الله) عن تفسير القرآن بالقرآن عند أهل
البيت عليهمالسلام
، ورسالة (أهل البيت وتفسير القرآن) لمجموعة الامام الباقر الثقافية ، وهي من
منشورات دار القرآن (المؤتمر الرابع للقرآن الكريم في قم)