responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 0  صفحة : 26

وقوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). [١]

فأخذ جمع من علماء المسلمين بظاهر هذه الآيات مبتورة عن الآيات الأخرى التي تكمل بمجموعها دلالة هذه الطائفة من الآيات ، وحكموا بحتمية الهداية والضلالة في حياة الإنسان من جانب الله تعالى ، ونفوا دور الإنسان في اختيار الهداية والضلالة ، انطلاقا من هذه الطائفة من الآيات.

وقد خالف أهل البيت عليهم‌السلام هذا الاتجاه من التفسير والرأي ، وقالوا : إن الله تعالى هو مصدر الهداية في حياة الإنسان ، وأما الضلالة فمن الإنسان نفسه ، وعلى كل حال فإن الهداية والضلالة تجري في حياة الإنسان باختياره وقراره ، ونفوا بشكل قاطع حتمية الهداية والضلالة في حياة الإنسان بإرادة الله تعالى.

عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه‌السلام ، قال : سألته عن معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله).

فقال : «معناه : لا حول لنا عن معصية الله إلا بعون الله ، ولا قوة لنا على طاعة الله إلا بتوفيق الله عز وجل». [٢]

عن محمد بن أبي عمير ، عن أبي عبد الله الفراء ، عن محمد بن مسلم ومحمد بن مروان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : «ما علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن جبرئيل من قبل الله عز وجل إلا بالتوفيق». [٣]

عن حمدان بن سليمان النيسابوري ، قال : سألت علي بن موسى الرضا عليه‌السلام بنيسابور عن قول الله عز وجل : (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ). [٤] قال : «من يرد الله أن يهديه بإيمانه في الدنيا إلى جنته ودار كرامته في الآخرة يشرح صدره للتسليم لله ، والثقة به ، والسكون إلى ما وعده من ثوابه حتى يطمئن إليه ومن يرد أن يضله عن جنته ودار كرامته في الآخرة لكفره به وعصيانه له في الدنيا ، يجعل صدره ضيقا حرجا حتى يشك في كفره ، ويضطرب من اعتقاده قلبه ، حتى يصير كأنما يصعد في السماء ، كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون». [٥]

خامسا ـ رأي أهل البيت عليهم‌السلام في الجبر والتفويض : ذهب أهل البيت عليهم‌السلام مذهبا وسطا بين الجبر والتفويض لا يتصل بالجبر ولا بالتفويض ، وسموا ذلك : الأمر بين الأمرين.

روى مفضل بن عمر ، عن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام ، قال : «لا جبر ولا تفويض ، ولكن أمر بين أمرين».

قال : قلت : وما أمر بين أمرين؟

قال : «مثل ذلك مثل رجل رأيته على معصية فنهيته فلم ينته ، فتركته ففعل تلك المعصية ، فليس حيث لم


[١]إبراهيم ١٤ : ٤.

[٢]التّوحيد : ٢٤٢ / ٣.

[٣]التّوحيد : ٢٤٢ / ٢.

[٤]الأنعام ٦ : ١٢٥.

[٥]التّوحيد : ٢٤٢ / ٤.

اسم الکتاب : البرهان في تفسير القرآن المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 0  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست