responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوافي المؤلف : الفيض الكاشاني    الجزء : 21  صفحة : 266

- بالغير مع إنّه لا يستطيع بيانه، و ربّما سمع اللّفظ و استعجب منه غاية الاستعجاب، كذلك الإنشاء معنى يميّزه النّاس عن الأخبار حتّى الصّبي المراهق و إن لم يعرف حدّه العلمي، و مع ذلك فلا بأس بأن نعرفه و نقول بعض الألفاظ يدلّ على معان موجودة في الخارج و حوادث حاصلة في الأعيان ماضيا كان أو حالا أو مستقبلا، مثل:

ضرب زيد و يضرب و هو ضارب الآن، فمثل هذه أخبار يحتمل أن يكون مطابقا للخارج أو لا، و يطلق عليه الصادق و الكاذب، و قالوا في حدّه إنّ الخبر ما لمفهومه خارج يطابقه أو لا يطابقه، و بعض الألفاظ لم يوضع لأن تدلّ على الخارج، بل على وجود صفة أو حالة في نفس المتكلّم وجدت أو لا في النفس، ثمّ أوجبت التكلّم بهذا الكلام بحيث إذا استعمل اللّفظ و كانت هذه الصفة موجودة كان اللّفظ مستعملا في ما وضع له، و إلّا ففي غيره، مثلا إذا حصل في نفس المتكلّم حالة نفسانية مسمّاة بالتمنّي فاللّفظ العربي الموضوع لبيان هذه الحالة كلمة ليت نظير لفظ آخ المستعمل طبعا للدّلالة على الوجع، و كذلك طلب الضرب أو إرادته من المأمور حالة نفسانيّة توجب في وضع لغة العرب التكلّم بلفظ اضرب، فليس مدلول فعل الأمر الضرب الخارجي الواقع من المأمور، بل الطّلب النفساني الموجود في قلب الطّالب، و ليس دلالة الأمر على زمان الحال باعتبار صدور الضرب من المأمور في الحال كما يتوهّمه من لا بصيرة له في العلوم و ليس له ممارسة للكتب، بل هو حال باعتبار دلالته على الطّلب الموجود في قلب المتكلّم الذي لا بدّ من وجوده حتّى يصدر الكلام منه بلفظ اضرب، فإن كان هذا المعنى أعني طلب الضرب موجودا حقيقة في نفس المتكلّم فقد استعمل اللّفظ في معناه الحقيقي و إن لم يكن موجودا حقيقة كما في صورة الامتحان و التعجيز مثل فانفذوا لا تنفذون إلّا بسلطان و نظائرهما مثل كونوا حجارة أو حديدا، فقد استعمل في غير معناه الموضوع له مجازا.

و لم يجز في لغة العرب و غيرها أن يسمّي اللّفظ باعتبار مطابقته لمعناه الإنشائي-

اسم الکتاب : الوافي المؤلف : الفيض الكاشاني    الجزء : 21  صفحة : 266
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست