زعم
عاصم بن الحدثان [1] أنّ حارثة بن بدر قال لعبيد اللّه بن ظبيان، و كانا في عرس
لابن مسمع: هل لك في شراب؟ قال: نعم، فأتيا بنبيذ من زبيب و عسل، فأخذ ابن ظبيان
العسّ فكرع فيه حتى كاد يأتي عليه [2]، ثم ناوله حارثة. فقال له حارثة: [يا بن
ظبيان]، إنك لطب بحسوها [3]. فقال: أجل، و اللّه إنّي لأشربها حلالا و أجاهر بها
إذا أخفى غيري شرب الحرام. فقال له حارثة: من غيرك هذا؟ قال: سائلي عن هذا الأمر.
فقال حارثة:
: أخبرني عمّي،
قال: حدّثنا الكرانيّ، قال: حدثنا العمري عن عاصم بن الحدثان، قال:
عاتب الأحنف بن
قيس حارثة بن بدر على معاقرة الشّراب و قال له: قد فضحت نفسك و أسقطت قدرك، و
أوجعه عتابا. فقال له: إني سأعتبك [12]. فانصرف [13] الأحنف طامعا في صلاحه، فلما
أمسى راح إليه فقال له:
اسمع يا أبا
بحر [14] ما قلت لك. فقال: هات، فأنشده: