responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 439

كان مع مهارته و شعره يسقط أحيانا

: أخبرنا أبو خليفة قال قال محمد بن سلّام:

كان الأخطل مع مهارته و شعره يسقط أحيانا: كان مدح سماكا الأسديّ، و هو سماك الهالكيّ من بني عمرو بن أسد، و بنو عمرو يلقّبون القيون، و مسجد سماك بالكوفة معروف، و كان من أهلها؛ فخرج أيام عليّ هاربا فلحق بالجزيرة، فمدحه الأخطل فقال:

نعم المجير سماك من بني أسد

بالقاع إذ قتلت جيرانها مضر

قد كنت أحسبه قينا و أخبره‌

فاليوم طيّر عن أثوابه الشّرر

إنّ سماكا بني مجدا لأسرته‌

حتى الممات و فعل الخير يبتدر

فقال سماك: يا أخطل: أردت مدحي فهجوتني، كان الناس يقولون قولا فحقّقته. فلما هجا سويدا قال له سويد:

و اللّه يا أبا مالك، ما تحسن تهجو و لا تمدح [1]؛ لقد أردت مدح الأسديّ فهجوته- يعني قوله:

قد كنت أحسبه قينا و أنبؤه‌

فاليوم طيّر عن أثوابه الشّرر

إنّ سماكا بني مجدا لأسرته‌

حتى الممات و فعل الخير يبتدر

- و أردت هجائي فمدحتني، جعلت وائلا حمّلتني أمورها، و ما طمعت في بني تغلب فضلا عن بكر.

أبى الصّلاة في مسجد بني رؤاس و هجاهم‌

: أخبرنا أبو خليفة عن محمد بن سلّام قال حدّثني أبان البجليّ قال:

مرّ الأخطل بالكوفة في بني رؤاس [2] و مؤذّنهم ينادي بالصلاة. فقال له بعض فتيانهم: أ لا تدخل يا أبا مالك فتصلّي؟ فقال:

أصلّي حيث تدركني صلاتي‌

و ليس البرّ عند بني رؤاس‌

خلا في نزهة مع صديق له فطرأ عليهما ثقيل فهجاه‌

: أخبرنا أبو خليفة عن محمد بن سلّام قال حدّثني أبو الحصين الأمويّ قال:

بينا الأخطل قد خلا بخميرة له في نزهة مع صاحب له، و طرأ عليهما طارئ لا يعرفانه و لا يستخفّانه، فشرب شرابهما و ثقيل عليهما. فقال الأخطل في ذلك:

صوت‌

و ليس القذى بالعود يسقط في الإنا

و لا بذباب خطبه أيسر الأمر

و لكنّ شخصا لا نسرّ بقربه‌

رمتنا به الغيطان من حيث لا ندري‌


[1] المعنى على تقدير «أن» أي ما تحسن أنّ تهجو و لا أن تمدح.

[2] بنو رؤاس: حي من بني عامر بن صعصعة، و هو رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 439
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست