كان الأخطل مع
مهارته و شعره يسقط أحيانا: كان مدح سماكا الأسديّ، و هو سماك الهالكيّ من بني
عمرو بن أسد، و بنو عمرو يلقّبون القيون، و مسجد سماك بالكوفة معروف، و كان من
أهلها؛ فخرج أيام عليّ هاربا فلحق بالجزيرة، فمدحه الأخطل فقال:
نعم المجير سماك من بني أسد
بالقاع إذ قتلت جيرانها مضر
قد كنت أحسبه قينا و أخبره
فاليوم طيّر عن أثوابه الشّرر
إنّ سماكا بني مجدا لأسرته
حتى الممات و فعل الخير يبتدر
فقال سماك: يا
أخطل: أردت مدحي فهجوتني، كان الناس يقولون قولا فحقّقته. فلما هجا سويدا قال له
سويد:
و اللّه يا أبا
مالك، ما تحسن تهجو و لا تمدح [1]؛ لقد أردت مدح الأسديّ فهجوته- يعني قوله:
قد كنت أحسبه قينا و أنبؤه
فاليوم طيّر عن أثوابه الشّرر
إنّ سماكا بني مجدا لأسرته
حتى الممات و فعل الخير يبتدر
- و أردت هجائي فمدحتني، جعلت وائلا حمّلتني
أمورها، و ما طمعت في بني تغلب فضلا عن بكر.
أبى الصّلاة
في مسجد بني رؤاس و هجاهم
: أخبرنا أبو
خليفة عن محمد بن سلّام قال حدّثني أبان البجليّ قال:
مرّ الأخطل
بالكوفة في بني رؤاس [2] و مؤذّنهم ينادي بالصلاة. فقال له بعض فتيانهم: أ لا تدخل
يا أبا مالك فتصلّي؟ فقال:
أصلّي حيث تدركني صلاتي
و ليس البرّ عند بني رؤاس
خلا في نزهة
مع صديق له فطرأ عليهما ثقيل فهجاه
: أخبرنا أبو
خليفة عن محمد بن سلّام قال حدّثني أبو الحصين الأمويّ قال:
بينا الأخطل قد
خلا بخميرة له في نزهة مع صاحب له، و طرأ عليهما طارئ لا يعرفانه و لا يستخفّانه،
فشرب شرابهما و ثقيل عليهما. فقال الأخطل في ذلك:
صوت
و ليس القذى بالعود يسقط في الإنا
و لا بذباب خطبه أيسر الأمر
و لكنّ شخصا لا نسرّ بقربه
رمتنا به الغيطان من حيث لا ندري
[1]
المعنى على تقدير «أن» أي ما تحسن أنّ تهجو و لا أن تمدح.
[2] بنو
رؤاس: حي من بني عامر بن صعصعة، و هو رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.