responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 438

وفد على الغضبان بن القبعثري في حمالة فخيره في عطاءين، و قصة ذلك‌

: أخبرني أبو خليفة قال حدّثنا ابن سلّام قال حدّثني يونس و عبد الملك و أبو الغرّاف فألّفت ما قالوا، قالوا:

أتى الأخطل الكوفة، فأتى الغضبان بن القبعثري [1] الشيباني فسأله في حمالة، فقال: إن شئت أعطيتك ألفين، و إن شئت أعطيتك درهمين. قال: و ما بال الألفين/ و ما بال الدرهمين؟ قال: إن أعطيتك ألفين لم يعطكها إلّا قليل، و إن أعطيتك درهمين لم يبق في الكوفة بكريّ إلّا أعطاك درهمين؛ و كتبنا إلى إخواننا بالبصرة فلم يبق بكريّ بها إلّا أعطاك درهمين، فخفّت عليهم المئونة و كثر لك النّيل. فقال: فهذه إذا. فقال: نقسمها لك على أن ترد علينا. فكتب بالبصرة إلى سويد بن منجوف [2] السّدوسيّ فقدم البصرة- فقال يونس في حديثه- فنزل على آل الصّلت بن حريث الحنفي فأخبر من سمعه يقول [3]: و اللّه لا أزال أفعل ذلك. ثم رجع الحديث الأوّل: فأتى سويدا فأخبره بحاجته. فقال نعم! و أقبل على قومه فقال: هذا أبو مالك قد أتاكم يسألكم أن تجمعوا له، و هو الذي يقول:

إذا ما قلت قد صالحت بكرا

أبى البغضاء و النّسب البعيد

و أيّام لنا و لهم طوال‌

يعضّ الهام فيهنّ الحديد

و مهراق الدماء بواردات [4]

تبيد المخزيات و لا تبيد

هما أخوان يصطليان نارا

رداء الحرب بينهما جديد

فقالوا: فلا و اللّه لا نعطيه شيئا. فقال الأخطل:

فإن تبخل سدوس بدرهميها

فإنّ الرّيح طيّبة قبول [5]

تواكلني [6] بنو العلّات [7] منهم‌

و غالت مالكا و يزيد غول [8]

/ صريعا [9] وائل هلكا جميعا

كأنّ الأرض بعدهما محول [10]

و قال في سويد بن منجوف- و كان رجلا ليس بذي منظر-:

/

و ما جذع سوء خرّب السّوس أصله‌

لما حمّلته وائل بمطيق‌


[1] الغضبان بن القبعثري من أشراف العراق، و كان من دعاة المروانية أيام حرب عبد الملك بن مروان مصعب بن الزبير. (انظر «الطبري» ج 2 ص 804 من القسم).

[2] سويد بن منجوف: من أشراف البصرة. (انظر الكلام عليه في «الطبري» ق 2 ص 443، 779).

[3] في ب، س: «... سمعه بأنه يقول ...».

[4] يريد يوم واردات و هو يوم كان بين بكر و تغلب في حروبهما (انظر الكلام مفصلا عليه في ج 5 ص 53 من «الأغاني» من هذه الطبعة).

[5] القبول: هي ريح الصبا.

[6] تواكل القوم: إذا اتكل بعضهم على بعض في الأمر.

[7] يقال: هم بنو العلات: إذا كان الأب واحدا و الأمهات شتى.

[8] يريد مالك بن شيبان الجحدري من قيس بن ثعلبة، و يزيد بن الحارث بن زيد بن رويم الشيباني صاحب شرطة الحجاج.

[9] في «ديوانه» (طبع بيروت ص 125): «قريعا وائل» و يعني بهما بكرا و تغلب.

[10] كذا في «ديوانه» و في الأصول «سحول» و هو تحريف.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 8  صفحة : 438
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست